ووصلت السهاد شوقاً لحبي ... وغراماً وقد هجرت الهجوعا
كيف يخلو قلبي من الذكر يوماً ... وعلى حيهم حنيت الضلوعا
كلما أولع العذول بعتبي ... في هواهم يزداد قلبي ولوعا
ومن ذلك ما أنشده عبد الله بن محمد بن حساس بقوله
لقد هاجني للشوق نوح حمامة ... مطوقة من مترفات الحمائم
وناحت وما أذرت دموعاً وقد رأت ... عيوني تجري بالدموع السواجم
إذا ما تراجعنا الحنين حسبتها ... نوادب رجعن الصدا في المآتم
وأنشد ابن الصاحب
وذات طوق على الأغصان تذكرني ... قوام حسنك في ضمي لمعتنقك
قد سودت مهجتي نوحاً فقلت لها ... سواد قلبي يا ورقاء في عنقك
وقال ابن حجة تقي الدين
ناحت مطوقة الرياض وقد رأت ... دمعي تلون بعد فرقة حبه
لكن بتلوين الدموع تباخلت ... فغدت مطوقة بما بخلت به
وأنشد ابن الذهبي وأجاد
وبمهجتي المتحملون عشية ... والركب بين تلازم وعناق
وحداتهم أحدت عراقاً بعدما ... غنت وراء الركب من عشاق
وتنبهت ذات الجناح بسحرة ... بالواديين فنبهت أشواقي
ورقاء قد أخذت فنون الحزن عن ... يعقوب والألحان عن اسحق
قامت تطارحني الغرام جهالة ... من دون صحبي بالحمى ورفاقي
اني تباريني جوى وصبابة ... وكآبة وأسى وفيض أماقي
وأنا الذي أملي الهوى عن خاطري ... وهي التي تملي من الأوراق
وكنت نظمت في ذلك أشياء من ذلك قولي حين كنت في اسلامبول عام اثنين وتسعين ومائة وألف وهو
وما شاقني الا تغني حمامة ... لها رنة في سجعها وصدوح
تعلمني شكوى الهوى بغنائها ... وتعلن في شكوى الهوى وتبوح
وفي سجعها تبدي الغرام مرتلاً ... وتذكر طيب العيش وهي تنوح
كلانا غريب عاشق قد أضره ... هواه فأضحى هائماً ويصيح
عودا للمترجم فنقول ومن شعره قوله منها
رددت سجعها بألحان سجع ... فارفضت الدموع بالهملان