وإذا أهدت الصبا نفحات ... من شميم الخزام والريحان
ذكرتني العهد القديم بأسنى ... منزل لو قضيت فيه زماني
واغتنام الحواس من در لفظ ... هو أشهى من استماع المثاني
ووالتحلي بطلعة ليس للبد ... ر شبيه منها سوى اللمعان
ومنها في المديح
من يقل حاتم سخي فهذا ... شهدت في سخائه الخافقان
يدع الخيل في الوغى خائفات ... حيث تبقى بالرعب والرجفان
وإذا صال ولت الاسد اذ يقع ... بل خوفاً فكيف بالفرسان
ماله في النزال شبه ولا عن ... ترة العبسي طاعن الشجعان
وقوله من قصيدة
وأيقظ أجفان الغرام هبوبها ... ودار كؤوس الوجد عبهره صرفا
وبدل در الدمع شفاف لطفها ... عقيقاً وزاد الشوق في نسقه ضعفا
وأضحى جوى الأحشاء تضرمه الندى ... وأوهى الضنا جلدا عن الحب ما كفا
أو رقاء هل يصفو لنا العيش برهة ... فنلقى بها لهفاً ونلقى بها ألفا
فان بنا أيدي النوى قد تحكمت ... وهل ربة الألحان في العمر من زلفى
وان جديد الشوق أبلى تجلدي ... وألقى الضنى بيني وبين الكرى سجفا
كأن عيوني حين أقمح طرفها ... بخبخ الدجى قد حرمت لذة الأغفا
كأن سهيلاً صار سهدي وأعيني ... الثريا وهل شيء للقياهما يلقى
كأن بنى نعش جعلن رواقيا ... مخافة أن يأتي الكرى مقلة وطفا
كأن جفوني المعصرات وأدمعي ... رذاذاً ونوء الوجد يرسلها ذرفا
كأن السماكين اشتياقي ولوعتي ... فذا رائح يبدو وذا أعزل يخفي
كأن فؤادي قطب دائرة الهوى ... به فرقدان السقم والبعد قد حفا
كان اصطباري كان جوزاً أفقهاً ... ففحام عقاب الهجر واغتاله خطفا
كان به العيوق مذ شام أدمعي ... غدا لابساً من صبغها حلة ظرفا
كان جوى الأحشاء منذ توقدت ... قد اقتبس المريخ من شهبها سدفا
كان حظوظي كان كيوان برجها ... وحلت بمغناه ولم تجد الصرفا
ففي المشترى هل ينزلن رعيلها ... ويصبح في برد السعادة ملتفا
كان السهى رامت تعين تصبري ... فجاء الجفا أخفى أشعتها ضعفا
كان هلالاً كان يبدو لناظر ... فحالت صروف عند ذلك فاستخفى