يفوح نشر المسك والند خاله ... وعارضه والثغر للدر يفضح
يضرج خديه الحياء إذا بدا ... فيقطر ماء الورد منه ويرشح
تراه أواني الجمال جميعه ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ومن ذلك تضمين بعضهم
كأن فؤادي مجمر فيه عنبر ... على نار فكري واللسان يروح
يترجم عما في الفؤاد اشارة ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ومن ذلك قول الشيخ محيي الدين السلطي
عفا الله عمن ساءني بلسانه ... فأنا بما نحوي من الفضل نفصح
وشيمتنا المعروف والحلم والرضى ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ومن ذلك ما ينسب للامام الشافعي
خليلي اني كاتم سر صاحبي ... ولو كان في عرضي يخوض ويشطح
سيظهر بين الناس فعلي وفعله ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
وما ينضح القطران الا سواده ... وما ينضح الما ورد الا التفوح
ولو شئت جازيت المسئ بفعله ... ولكنني أبقيت للصلح مطرح
ومن ذلك قول العلامة الخفاجي
فتى كان من قبل الشباب مؤاجراً ... وقد لاط كهلاً وهو تيس سينطح
يبع برأس المال بالسوق ما اشترى ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
فعلى صحة نسبتهما إليه انظر إلى هذه الهفوة من هذا الحاذق العلامة رحمه الله تعالى وقد قال في ريحانته انه نقل الشيخ نصر الله بن محلى انه رأى في المنام سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقال له يا أمير المؤمنين تفتحون مكة وتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن وقد تم على ولدك الحسين منهم ما تم فقال أما سمعت أبيات ابن الصيفي يعني به الحيص بيص فقلت لا فقال أسمعها منه فلما انتبهت ذهبت إلى داره وذكرت له ما رأيت في منامي فبكى وحلف انه نظمها في هذه الليلة ولم يقف عليها سواه وهي هذه وأنشدها
ملكنا فكان العفو منا سجية ... فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الأسارى وطالما ... غدونا على الأسرى نمن ونصفح
وحسبكم هذا التفاوت بيننا ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ثم قال وهذا المثل لم أر من شرح مورده ومن ضربه وهو يحتمل معنيين أحدهما وهو الظاهر المتبادر ان كل أحد يلوح على ظاهره ما في باطنه وان أخفاه كما قيل من أسر سريرة أردأه الله بردائها والثاني ان كل أحد يجازي من جنس عمله