آه والوعتي وفرط التصابي ... وعنائي به الذي لا يزول
كان لي في الهوى بقية صبر ... واضمحلت فازداد جسمي نحول
كيفما رمت حيلة لخلاصي ... قال لي الحب ما لذاك سبيل
عجباً كيف تدعي الحب فينا ... وإلى ساحة الخلاص تميل
وقوله من قصيدة مطلعها
تلك الظباء التي في طرفها الحور ... ما عن لقاها لقلب الصب مصطبر
نعم وتلك لليالي حيث يجمعنا ... برد العفاف جميعاً كله غرر
سقى المهيمن أيام التوصل اذ ... غاب الرقيب ووافت نحونا البشر
رنت أمانينا بالأنس حين نأى ... بيني وبين الظبا البعد الذي نشروا
وضم جمع اشتمالي فيهم رشأ ... أغن عذب اللمى قد زانه الخفر
ان ماس دلا فما لين الاراكة ما ... الأفنان اذ بصبا الأسحار تنهصر
وان تلفت ما للريم لفتته ... كلا ولا للظبا من عينه الحور
ولا البدور لها من جنس طلعته ... سوى اشتراك بمحض الأسم اذ ذكروا
ممنطق بعيون المغرمين به ... من كل ذي شجن في كشحه بصر
إذا تبسم خلت الدرر في فمه ... منضداً يا قاح حوله الزهر
معقرب الصدغ ان شاهدت غرته ... علمت ان الذي في العقرب القمر
تبارك الله ما هذا الغزال فقد ... حوى من الحسن ما لم يحوه بشر
قوله معقرب الصدغ إلى آخره أقول رأيت في كتاب مطالع البدور للأديب الأريب الشيخ علاء الدين البهائي الغزولي حكاية تذكرتها بمناسبة البيت المذكور والشيء بالشيء يذكر وهي ان الملك المعظم عزم على الصيد فقال بعض الجماعة يا مولانا القمر في العقرب والسفر فيه مذموم والمصلحة الصبر إلى أن ينزل القمر القوس فعزم على الصبر فبينما هو مفكر اذ دخل مملوك كان له من أحسن الناس وجهاً يقال له آي دوغدى ومعناه بالعربية هل القمر فوقف قدامه وقد توشح بقوس فقال له بعض الحاضرين يا مولانا اركب الساعة فهذا القمر في القوس حقيقة فقام لوقته وركب استبشاراً فلم يرا طيب من تلك السفرة ولا أكثر من صيدها انتهى وللمترجم مضمناً سلواً أم عمرو البيت والذي بعده
رويداً فدتك الروح فالدمع مطلق ... وباب اصطباري عنك والله مغلق
أمن مبلغ أشواق صب من النوى ... له كبد حراً وقلب ممزق
ففرط أساء البين لم يبق مهجة ... لذي شجن الا وبالوجد تحرق
وكم ضاريات الوجد تنتابه وهل ... لمنتاب ناب اللهو حال مونق