فصرمت شيطان المطامع مذرياً ... درراً تبل محاملي ونجبي
وطفقت أنتجع الديار مسائلاً ... رسماً ومن لي أن يكون مجيبي
لا أرعوي النجوى وليس بنافعي ... حنقي ولا ذلي يلوم رقيبي
فأرح مطي عناك من أسأدها ... أمؤنبي وأقل من تثريبي
لا بعد شت الشمل شعب يقتني ... طللاً ولا قلبي الحمي بربيب
أين القطين وأين مشتجر القنا ... بل أين ذات الأسم والتلقيب
غالتهم دهم السنين بمكرها ... ودعتهم بروائع التشبيب
ما آن صفوك يا زمان أما كفى ... رحل الشباب ولات حين مشيب
والعمر قد ولى كطيف معقباً ... حسرات مفؤد وندب كئيب
سرعان ما ذهب الصبا وتقلبت ... أفياؤه وأتاح فرط لغوب
فإلى متى الأطماع تعترض الفتى ... بكواذب الآمال والترغيب
أفلم يكن وعظاً لديه وزاجراً ... وخط المشيب وكثرة التجريب
من لم يرعه الفجر من صبح الدنا ... لم تزد جره روادع الترهيب
فأفق من الغفلات يا قلبي الذي ... أعياه حمل اساءة وذنوب
كم ذا تعللني ببرق خلب ... وتروم مني فعل كل معيب
ان الليالي لم تزل حركاتها ... في الكون ذات تقلب وضروب
فاحسر نقاب الغي عن وجه الهدى ... واخلع جلا الأهواء والتعجيب
متفيئاً ظل الرسالة لأنذا ... بحمى الشفيع وجاهه المرهوب
وله يمدح والدي وذلك حين تولى افتاء الحنفية بدمشق الشام
منع الحمى أهلوه أن ينصدعا ... فسقته عن سح السحائب أدمعا
وصغت مسامعها لسجع حمامة ... عند انبلاج الصبح لما رجعا
يا ويحها ضربت على أغواره ... كللاً غدا فيها العميد مولعا
طلل حسبت الركب دون نجوده ... مستشرفاً تلك الظباء الرتعا
أبكيه وهو بما حواه آهل ... وإليه أشكوه ومن لي لووعا
كيف النزوع وأهله في مهجتي ... شاد والهم بيد الصبابة مربعا
واستخلصوا مني الفؤاد وما اكتفوا ... حتى بجمر الهجر شبوا الأضلعا
وتمنعوا حيث الأسنة والظبي ... يحمون حوزتها إذا الداعي دعا
وترى الغيارى تستدير عيونها ... حذراً وتبتدر العوالي شرعا
يعدو بها من كل أجرد ضامر ... يزري بايماض البروق إذا سعى