وهل حققوا مني حنيناً مبرحاً ... يزيد بأشجاني إذا ما الدجى جنا
وهل عجبوا ان قد أسا الركب عنهم ... وبين الحنايا أحكموا لهم كنا
ولي شاطئ الوادي بشرقي ضارج ... حمى سكن لم انتجع دونه حصنا
كلفت به حتى إذا استحكم الهوى ... بحكم الهوى فارقت مأهوله الأهنا
فما زلت أبكيه وأندب أهله ... إلى أن شكا نضوي التباريح والحزنا
ولي كبد أودعتها في ظلاله ... وجسم بأنحاء اللوى لم يزل مضنى
أكلفه مما يعانيه نهضة ... فيقعد بي قسراً يكابد ما أعنا
وفي كبدي ما في الفضا من تأجج ... يسب إذا الحادي بذكراهم غنا
فما يبتغي مني عذولي وقد رأى ... زخارف ما يبديه لم يلج الأذنا
بعض بنان الراحتين تلهفاً ... ويصبح من فرط الأسى قارعاً سنا
لترقى بسقط السفح بالسفح مقلة ... وتكري به والسهد قد لازم الجفنا
فأي فتى بالبان شام وميضه ... ولم يذر منهل الشؤون به مثنى
فيا سائراً يطوي الفلا بامونه ... ويجعل وادي الحرتين لها بطنا
إذا استشرفت عيناك كثبان رامة ... وذاك النخيل الغض والمنزل الأسنى
وساق لك المقدور ما كنت طالباً ... وبردت ما أروي الفؤاد وما أضنى
وجئت مقاماً ضم أشرف مرسل ... وأكرم مبعوث له ربه أدنى
ومرغت خد الذل في ذلك الثرى ... وأذللت دمعاً فيضه يخجل المزنا
فقل يا عريض الجاه وأفاك لائذاً ... بعلياك من هيضت قوادمه وهنا
وله من قصيدة مطلعها
دعني أكابد لوعتي ووجيبي ... وأشق في نهج الغرام جيوبي
وأجيل في تلك المعاهد مقلة ... جادت مواطرها بكل صبيب
وأفك من ربق الاساءة مهجة ... ملأت جوانحها شرار لهيب
مستنجداً صبري الجميل لعله ... يتنابني في موقف التأنيب
لله ليل بت أرصد نجمه ... حيران أوصل أنة بنحيب
مغرورق الأجفان لا ألوي على ... عذل ولا أصغي لقول مريب
والبدر يغري بي الوشاة كأنه ... غيران من كلفي وحسن جيبي
حتى إذا ركضت جحافل فجره ... وتبسمت علياه غب قطوب
وهوت كواكبه تشق بجندها ... حجب الظلام وترتمي لغروب
وعلمت أن لا طارق أطفى به ... زفرات وجد في الحشا مشبوب