إلى عشه خلوص التبر من غشه وما تجهم له محياً ولا تنكر ولا ترنق له صفو ولا تكدر حتى نقد عمره قبض وفي بحبوحة العفو ربض ففقدت باراً يشفق وعضداً لي ومرفق ولي معه أنات تفدي بالروح وتهزأ بالروض المروح طالما جانبني بها أطراف النظم والنثر وقرط سمعي منها بالثريا والنسر وسا ورد عليك ما يضم عليه الأضالع حسناً وتعطر بنشره شفاها ولسنا انتهى مقاله ومن شعره ما مدح به صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام وهو قوله
شجته ثنيات اللوا فبكى وجدا ... وعادت بفيض الدمع مقلته رمدا
ومر به ذكر الأجارع فانثنى ... حليف غرام لا يقر ولا يهدا
يكتم خوف الشامتين عناءه ... ويلبس صوناً عنهم جلداً جلدا
ودون تراقيه كوامن لوعة ... يهجيها ذكراه رامة أو نجدا
إذا هدأ السمار هوم واغتدى ... يوسد وجدا بطن راحته الخدا
وكيف يبيت الليل من كان وامقاً ... وقد ملأ التذكار مقلته سهدا
بحيث معاناة الصبابة والهوى ... تمادت به حتى تجاوزت الحدا
فأصبح مطوي الضلوع على جوى ... يزود بقايا الروح والنفس الأهدا
أسير هوى جارت عليه يد النوى ... وغالته حتى ما يؤمل أن يفدى
وألقته عن قوس الحواجب فارتمى ... إلى حيث لم يسطع لأحبابه ردا
صريع بأرض الشام تندى كلومه ... وقد تخذوا غور الحجاز لهم مهدا
وكيف يرجي القلب من كان موثقاً ... وقد أوسع المقدور شقته بعدا
متى أعمل الأطماع في مهمه الرجا ... أقيمت عوادي الدهر من دون حدا
سقى الله من دمعي إذا فاض غربه ... معاهد لم أخفر لذمتها عهدا
بحيث الصبا النجدي وهنا إذا سرى ... يصافح في أرجائها الشيخ والرندا
وطيب ليال كنت في طي جنحها ... أراوح من نشر القبول بها الندا
مضت فأثيرت جمرة الشوق والهوى ... بها فكأني ما وجدت لها بردا
لك الله يا برق الحجاز إذا هفا ... وجدد في قلبي الصبابة والوجدا
وهب على أكناف رامة موهناً ... يساجد منها النور ان لاح وامتدا
تحمل إذا يممت أشرف مرسل ... من المغرم المشتاق أشرف ما يهدى
نبي به الأكوان من نور ذاته ... تبدت لكي يبقى له شرف المبدا
نبي حوى سر النبوة واهتدى ... وآدم ما عانى الحياة ولا اعتدا
نبي هداه الله من صلب ساجد ... إلى ساجد حتى يكون به الأهدا