فقال خليلي لم تقصر فقم بنا ... لنشرب راحاً كالزلال المبرد
على ضوئها حتى ترى البدر لائحاً ... كسيف صقيل من قراب مجرد
وتتمة الأبيات
وكان السماء أرض أريض ... فيه نهر المجر ذوب اللجين
فتلقيته بأحسن ما يل ... قى محب حبيبه بعد بين
وقضينا من التعانق والل ... ثم حقوقاً برغم واش خؤون
ثم بتنا معاً ببرد عفاف ... لم يدنسه لوثة من ظنون
يالها ليلة من العمر كانت ... حيث بدر التمام فيها قريني
جاد دهري بها وذاك عجيب ... أن يجود البخيل بالمضنون
لم يكن عيبها سوى إنني لم ... أقض منها كما أحب ديوني
فتولت سريعة كخيال ... من ملول بطيب وصل ضنين
تلك من جملة الليالي اللواتي ... سلفت في دمشق دار شجوني
كلما مر ذكرها بفؤادي ... أغرقنني شؤون دمع هتون
فعليها تأوهي وأنيني ... وإليها تلفتي وحنيني
وقال أيضاً
يأبى شادن بديع المحيا ... أحمراً لوجنتين من غير صبغ
لين الملتقى ضحوك الثنايا ... قد سباني بعارض وبصدغ
ساحر الطرف الثغ اللفظ قد فا ... ق بيان الذين هم غير لثغ
هجر الراء فهو كابن عطاء ... ليته كاسمه للهجر يلغي
قلت إذ مر كاسراً جفنيه ... دلالاً وللمقالة مصغي
كف عني زبان عقرب صد غي ... ك فقد أثخن الفؤاد بلسغ
وابر حسماً كساه جفنك سقماً ... وابغ أجرى فقال لي لست أبغي
وله أيضاً
قم يا نديمي نياكر القدحا ... أما ترى الصبح زنده قدحا
والجو صافي الأديم من كدر ... صفو امرئ في وداده نصحا
وقام من فوق أيكه غرد ... يذكرنا بالصبوح اذ صدحا
وقد أهاجت لنا الصبا شجنا ... بنشرها العنبري اذ نفحا
فحركت ساكن الفؤاد وما ... أسره الوجد فيه والبرحا
والدهر أبدى الرضى وجادلنا ... بفرصة والرقيب قد نزحا