في رياض حفت بسور تضير ... كجوار ميالة الأعطاف
باكرتها غر السحاب بصوب ... دائم السح هاطل مذراف
فغدت ذات بهجة كجنان ... حاويات محاسن الأوصاف
ناظرت زهرها النجوم فأبدت ... شكلها في غديرها الشفاف
فاغتنم فرصة الزمان فقد جا ... د بما تشتهي من الاسعاف
ما ترى الليل قد أحس بجيش ال ... صبح وافى فهم بالانصراف
وطوى بنده وشمر ذيلي ... حلة زرها على الأكتاف
وأغتدي الجو كالمرآة صفاء ... والدراري ما بين باد وخاف
وبدا الفجر ضاحك الثغر يحكي ... غرة الأمجد الكريم المطاف
وله من قصيدة
قد نبهتنا صوادح القمري ... لما ترآءت طلائع الفجر
وفاح من نسمة الصبا عبق ... يفوق رياه عنبر الشحر
والروض يختال في مصبغة ... يجر أذيالها على النهر
وسروه كالقيان إذ خطرت ... لرقصها في مآزر خضر
وهذا مأخوذ من قول ابن ظاهر الخباز
والسرو فيها كعذارى غدت ... ترقص في أردية خضر
وفي تشبيه السر وقول أحمد بن خلوف الأندلسي المالكي وهو
وسرو كزنج شمروا الذيل قد غدا ... تهزهم خفق الربابات للطرب
أذاه شطت أيدي النسيم فروعها ... ترى حللاً خضراً تزرر بالذهب
ومن ذلك قول إبراهيم الملاح
ولما رأيت السرو في الروض مانسا ... وأيدي الهوى فيه تزيد وتنقص
حسبت رفاعياً أتى قاعة الهنا ... وأسبل فيها شعره وهو يرقص
وقال الآخر
فكأنها والريح يخطر بينها ... تبغي التعانق ثم يمنعها الخجل
تتمة منها
والطل في أعين الزهور حكى ... أدمع صب أحس بالشر
والجو قد راق والمدامة قد ... رقت كطبع النديم والشعر
فانهض فدتك النفوس مبتكراً ... وهاتها قبل ضيعة العمر
صهباء تنفي هموم ذي ترح ... إن برزت كالعروس من خدر
طيبة النشر في الكؤوس وهل ... بعد عروس يكون من عطر