ولي الافتاء في سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف المرة الأولى بقوله
زهر العلا من مطلع التمكين ... حلت بسعد في الهدى مقرون
أبدت لنا بالبشر أنوار الهنا ... يجلي على الأفضال بالتبيين
يزهو بها برج الهنا وبصفوها ... ثغر المعالي مشرق الترصين
دانت بعليا من صفا بعلومه ... للخلق سبل الفرض والمسنون
كل الورى بالشكر تبدي مذ سما ... حمداً بأدعية مع التأمين
الله أسماه إلى شرف العلا ... بالسعد والتوفيق والتزيين
لله ما أذكاه من متورع ... كالبدر بل كالليث وسط عرين
رد الضلال إلى مشارع شرع من ... جلت شعائره عن التوهين
حتى لقد أسدى فأحيى عافياً ... وأبان للسؤال طرق الدين
مهما يرم أحد لنائل جوده ... دهراً يصب من دره المكنون
نالت به الفتيا مفاخر إذ بدا ... كالليث يحمي وردها عن دون
بالسدة العلياء من أعتابه ... ممتاز حق عن هوى المفتون
أمته قاصدة على جنابه ... تعنو له إذ كان خير أمين
لما رأته بدر فلك سمائها ... وجمالها وافته في تمتين
تدعو لسؤدده العباد وترتجي ... جود الآله لشخصه المأمون
وتقول هذا سيد العلماء من ... هبت خلائقه بحسن شؤون
فالبحر من أقلامه والدر من ... أفضاله قد جل عن ثمين
ومن شعره
قوله وامتدحني بها حين توليت الأفتاء بدمشق ومطلعها
هل لجفن أضحى حليف السهاد ... غير طيف يجود غب البعاد
يا لقلبي من الغرام فوجدي ... شب فيه مشيب الأفواد
طال شوقي إلى اللقاء ومن لي ... بالتداني لظل هذا النادي
يا رعى الله شملنا في رياض ... حيث ورق السرور في الأعواد
وغياض قد كللتها زهور ... مشرقات كالدرر في الأجياد
والهوى قد أمال منها غصوناً ... كقدود الحسان عند التهادي
وبها الماء والأزاهير راقت ... وتسامت بالورد والأوراد
حيث كنا ندير خمر المعاني ... بكؤوس الانشاء والانشاد
والأماني لنا سوانح فكر ... سطرتها الرواة في الايراد