للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أيها الظاعنون دعوة صب ... صب دمعاً والعين قد أجراها

قد أضر البعاد فيه وهذي ... نفسه كثر الخطايا خطاها

كم تمنت لقاء تلك المغاني ... فالأماني للنفس ما تهواها

ولكم حاولت وصالا لقرب ... وتحول الأقدار دون مناها

وإذا ما دنت بنية صدق ال ... قلب قرت عيونها إذ نواها

ولئن جادها القبول بحسن القص ... د والشوق لم يضرها نواها

خفف الله عنكم ثقل السي ... ر حداة المطي في مغناها

ولقيتم في سعيكم وافر الخي ... ر ووطا سبيلكم وطواها

وسقاكم على الظما سبيل الغي ... م وروى ركابكم وشفاها

وحماكم في السير من عنا العيث ... وقوي ركابكم في قواها

إن رحلتم من بئر عثمان نيلاً ... قاصدين الخيام مع ما حواها

وطويتم تلك الفيافي سراعاً ... والمطايا قد خف ثقل مطاها

ثم شارفتم النخيل صباحاً ... وشهدتم من المغاني علاها

وتراءت منارة المسجد الأش ... في لقلب المشتاق نور علاها

ورأيتم أنوار ساكنه الأش ... رف والحجرة المنير سناها

حبذا ذاك من صباح سعيد ... قرت العين فيه في لقياها

ياله من لقاء فوز ونحج ... تحمد العيس عنده مسراها

عندما تهبطون خير بلاد ... تر بها في العيون كحل جلاها

قد حوت أفضل البرايا جميعاً ... أرضها بالسمو تعلو سماها

بلدة حلها ضريح كريم ... يخلى الجلال قد حلاها

فيه بدر الدجى وشمس المعالي ... صفوة الله قبل خلق براها

وهو هادي الورى ببعثة حق ... والذي نوره جلا الاشتباها

سيد المرسلين أحمد خير النا ... س والمرتجى ليوم عناها

الرؤف الرحيم ذو الحمد أسمى ... الخلق طراً من كهلها وفتاها

فابلغوا ذلك الجناب سلاماً ... حين تاتوا الأعتاب منه شفاها

بلغوه كما يليق التحايا ... وصلاة بهولكم رباها

وهي طويلة تنوف على مائة وثلاثين بيتاً ومن شعره قوله من قصيدة امتدح بها شيخ الاسلام مفتي الدولة العثمانية المولى ولي الدين حين

<<  <  ج: ص:  >  >>