للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد شفيت فؤاداً أنت موجعه

أجاب قولي وآمالي بذا علقت ... فكيف تشفى وناري كم حشا حرقت

فقلت إني أرى الألطاف قد سبقت ... فقال لا تطمعن عيناي قد رشقت

سهماً فأحببت أدري أين موقعه

وله وتلطف

قد عهدنا من الزمان قديماً ... إن الانعام في الكلام السامي

فوق الأعراف موقعاً فشهدنا ... عجباً في الزمان بين الأنام

إن الأعراف قدمت في البرايا ... فتراها تعلو على الانعام

وله أيضاً

هو حسن قلوبنا عشاقه ... ويح من بالجفا رمته رفاقه

يا سميري على الهوى كن معيني ... إن قلب الشجي نمت أشواقه

شفني البعد والقلا فإلى ما ... ذا التجافي والصبر مر مذاقه

لي ظلوم أباح قتلي جوراً ... سيما عندما رنت أحداقه

ظبي أنس له فؤادي مرعى ... بدر تم سبي النهى اشراقه

ذو قوام له الغصون أطاعت ... حيث بان اللوى بدا أطراقه

جرحتنا باللحظ منه عيون ... لم تقينا من سحرها أوفاقه

كل يوم يصدني وفؤادي ... ليس يسلو ولا يطاق فراقه

وعذولي يهيم فيه غراماً ... وحشائي على المدا تشتاقه

وأنا لم يزل يكرر لومي ... حير العقل يالقومي نفاقه

وله متوسلاً

يا شفيع الأنام يا من يرجى ... في غد من لهيب نار الجحيم

أنت غوض الورى وربي مغيث ... وأنا قادم بذنب عظيم

ووضعت الرجاء ما بين غوث ... ومغيث وراحم ورحيم

ويقيني وحسن ظني بأني ... لم أخب بين مكرم وكريم

فعليك الصلاة مني دواماً ... تتوالى وأشرف التسليم

وعلى الآل والصحاب جميعاً ... وعلى التابعين بالتعميم

ما أفاض العبير زهر الروابي ... وحبا نابه مهب النسيم

وكانت وفاة المترجم في يوم الاثنين خامس شعبان سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير ووافق إنه هو والأستاذ استاذه وشيخه وعمه والد زوجته

<<  <  ج: ص:  >  >>