وبعد يا أخي منك قد أتت ... أرجوزة عن فضلكم قد أعربت
مشحونة من غرر المعاني ... فائقة قلائد العقيان
كاللؤلؤ المنثور نظمها حلا ... لأبدع أن تكون للجيد حلى
نظم الامام الأربحي الأكيس ... الفاضل المقدام نجل البهنسي
أعني به المفضال عبد الحي ... فياله من فاضل زكي
من أشرقت أنواره للأدبا ... فصار في أفق المعالي كوكبا
فهو البليغ البارع الملسان ... وهو الذي في عصره حسان
فهو الكريم ابن الكريم الأمجد ... الطاهر الأخلاق شهم أوحد
لقد غدا في كل فن كاملا ... وقد حوى الآداب والفضائلا
فالله ربي قد حباه فضلا ... إذ كان حقاً للمعالي أهلا
يا سيداً من بالكمالات ارتدى ... يا ماجداً بالروح حقاً يفتدى
إني وحق ودك القديم ... محبتي من باطن سليم
ما شابها زور ولا بهتان ... قلوبنا دليلها البرهان
اياك أن تغتر بالظواهر ... وكن حليماً من أولي البصائر
وأحرص على الأخوان والخلان ... يا ناقداً لا زلت في أمان
فقد فهمت الرمز بالكناية ... يا من غدا بين الورى كالآية
لا زلت في أوج الكمال ترتقي ... حتى يقال أنت بدر الأفق
فأجابه المترجم بهذه الأرجوزة
الحمد لله العليم الباقي ... مقدر الأعمار والأرزاق
القادر المختار في مراده ... يفعل ما يشاء في عباده
وبعد أنني أقول مجتدي ... من طاب في عنصره والمحتد
مذ غبت ليلة عن التشري ... يا سيداً عن خلك الضعيف
اشتدها جسمي وزاد وجدي ... وكدت أن أذوب وسط جلدي
فلم أجد لي مخرجاً ومخلصاً ... الا امتداحي صادقاً ومخلصا
جرثومة الجود أرومة الندى ... روحي لوضاح جبينه فدا
من قد غدت تعمنا هبانه ... لا برحت تكسي الهناء ذاته
من نظمه الشهي الرقيق الباهر ... أسلاك مرجان أو الجواهر
ينضد الألفاظ والمعاني ... كأنها قلائد الحسان
تفوق قسا ببديع النظم ... ولا يشوبه بقبح الخزم