رقة أشعار معشر سلفوا ... ضعيفها كالجفون أقوى لي
وترجمات حكت بلاغتها ... للسحر حيكت بحسن منوال
يقول من شام برق طلعتها ... أما لهذا الجمال من والي
قلنا نعم إنه مصنفها ... سما باكرامه واجلال
وفهمه أوضح الفهوم كما ... كما له في الذكاء أجلى لي
عليه مني السلام ما لمعت ... بقيعة الأرض لمعة الآل
وما بأوفى الصلاة عبد غني ... أتى لطه والصحب والآل
وترجم المترجم السيد محمد الأمين المحبي في ذيل نفحته وقال في وصفه فارس مجال ورب روية وارتجال تصرف إليه أعنة التأميل ويميل به حب القلوب كيف يميل لم تزل نفحاته تتعطر ورشحات أقلامه تتقطر فيروح النفوس بكلماته تروح الروض مجاري الأنفاس بنسماته وهو يقتنص الشوارد حيث يطاردها ويستخرج الدرر الفرائد حين يواردها بطبع متدفق المذانب وفكر يفل بحدسه المقانب نبه في عصره بشرب اليراعه وتنبل حتى أحرز وصف الفروسية والبراعه فذراعه حبل لكل مصيد ومهما أحسن بفائدة فله أذن سميع والتفات رصيد ففض عن فم الأماني ختماً ونال توجه القلوب إليه بالرغبة حتماً فما يشق غباره في حومة معاديه سوى قذى أسارير في أعين أعاديه وله آثار يدل عليها مع بيانه بنانه كما قيل يدل على الجواد عنانه أتيتك منها بما رق لفظه ومعناه فلهذا تقترحه النفوس وتتمناه انتهى مقاله ومن شعره قوله من قصيدة مطلعها
أمن قطرات الطل جسمك أم أصفى ... فقد كادت الألحاظ ترشفه رشفا
هتكت الورى فأردد لثامك عل ما ... تبدي من الثغر الشنيب لنا يخفى
وكف سهام اللحظ عن قلبي الذي ... أذيب هوى مذ شام أجفانك الوطفا
وعطفا على حالي وحقك انني ... عرفت الهوى لما ثنيت لي العطفا
جعلنا فدا تلك اللحاظ فكم بها ... رأينا فني لاقى الصبابة والحنفا
ويا ذا الذي واخى الرقاد جفونه ... تهن فطرفي فيك قد حارب الأغفا
إلى كم أقاسي كلما شمت بارقاً ... من الغور نيراناً من الوجد لا تطفى
شكوت فهل من رحمة لمتم ... يعض من الشكوى أنامله لهفا
زجرت المطايا حين مالت عن الحمى ... سحيراً ولم نشتم من طيبه عرفا
وقلت إلى من في مسيرك تقصدي ... فقالت لرب المجد والمورد الأصفى
سليل الكرام الصيد حقاً ومن له ... محامد لا تحصى وإن سطرت صحفا