للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجد بالمنطق العذب الذي بهرت ... به العقول فحارت في معانيها

ما افتر مبسمها الا وخلت به ... دراً تخلله اللآلاء من فيها

لم أنس زورتها إذا قبلت ولوت ... جيداً تليداً وأنت في تلويها

فقلت تفديك نفس لا تحن إلى ... لقياك أو يسترد الروح منشيها

مما تشكيك يا بنت الكرام وما ... يعنيك قالت أمور بت أخفيها

فقلت هات فقالت ويح من سالت ... والنفس منها تراءت في مراقيها

فقلت بالله لا تخفي على دنف ... فأمطرت لؤلؤاً سحا أماقيها

وصعدت زفرات ثم مال بها ... إلى التأبي حياء كان يثنيها

واحمر من وجنتيها الورد من خجل ... فكادت النفس تقضي من تأبيها

واستعبرت ثم أومت بالبنان إلى ... نحو الحجاج بأسرار تواريها

تشير إنك فوق العين منزلة ... وإن حاجبها في ذاك واشيها

فهمت لما فهمت السريا رشأ ... فاق الورى في أمور لست أحصيها

وله أيضاً من قصيدة

ماست فما قدر الغصون الميد ... هيفاء ذات تحبب وتودد

حوراء بهراء المحاسن غادة ... تفري الحصين بذابل ومهند

وبدت فلاح البدر تحت غمامة ... أو نور علم في جهالة ملحد

وحكت لنا بدر المقنع إذ بدت ... فيها الضلالة والرشاد لمهتدي

وافت ولكن بعد طول تنصل ... من وصل غانية وظبي أغيد

فأعادت الوجد القديم فبان لي ... ما ليس أخفيه فبان تجلدي

أكرم بزائرة تجرر دائها ... كبراً ولم يك زورها عن موعد

تختال في برد الشباب وتنثني ... بمعاطف عقدت ولما تعقد

حيت فأحيت بالسلام وأسفرت ... عن ذي أناة بالمحاسن مرتدي

وتبسمت من ذي غروب واشح ... عذب مقبله منيع المورد

واستوضحت عن حالتي وتنكرت ... لما رأت عما تروم تبلدي

مالي أراك وقد عرتك ملالة ... أأنفت من ذكر الحسان الخرد

وقنعت في ظل الحمول بخلب ... ورضيت بالعيش المحض الأنكد

فأجبتها كلا ولكني امرء ... قد طال قبل إلى الحسان ترددي

حتى علا نور الثغام نظرن لي ... نظر السقيم إلى وجوه العود

فطويت كشحي دونها وعلمت ما ... لم تعلمي وشهدت ما لم تشهدي

<<  <  ج: ص:  >  >>