للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقدود كأنهن رماح ... قد علتها أسنة من نهود

وللمترجم

هم يحسبون دموع العين مذ عطفوا ... هي الدموع التي يوم النوى ترد

وانما هي نصل حل في كبدي ... من نبل جفن ولم يشعر به أحد

فانحل ماء وقد أمسى يقطره ... من اللهيب دموعا ذلك الكبد

ومن غزلياته الرقيقة التي هي السحر في الحقيقة قوله

أما وبياض الدر من ذلك الثغر ... وما فيه من خمر وناهيك من خمر

أمانا وما بالطرف من كل صارم ... يجول بأجفان ملئن من السحر

يصول به في الناس ألطف شادن ... بقلب على العشاق أقسى من الصخر

أسأل عذاراً فوق خد كأنه ... سلاسل مسك في صحاف من التبر

والا فنمل دب فوق شقائق ... مبلل أطراف الأنامل بالحبر

بعيد مناط القرظ أشهى لمعسر ... إذا ماس تيهاً بالدلال من اليسر

وأحلى من الماء الزلال على الظما ... وأوقع معنى في النفوس من النصر

يكاد من القمصان أولاً وشاحه ... إذا فكت الأزرار من لطفه يجري

فكم ثم دون لجيد منه مآرب ... من الخصر تدعو العاشقين إلى النحر

ومذ خبروني إن كوكب خده ... يقارنه المريخ أيقنت بالشر

ركبت هواه بكرة العمر راكباً ... مطايا شبابي وارتياحي مع الهجر

فأشفقت منه في الظهيرة راجلاً ... يريني نجوم الأفق في ظلمة الفجر

متى قلت هذا الصدغ أبدى عقارباً ... وإن رمت أجني الورد أحماه بالجمر

وإن ملت نحو الثغر قالت عيونه ... يزيدك هذا الخمر سكراً على سكر

قريب مرام النفس لطفاً وإنه ... لأعلى منالاً في الأنام من البدر

ترقى به شعري فعز مناله ... وأمسى كعقد الدر يزهو على الصدر

لئن جادت الأيام يوماً بوصله ... يميناً فإني قد صفحت عن الدهر

قوله والا فنمل إلى آخره من قول الوزير المغربي

أوحى لوجنته العذار فما ... أبقى على ورعي ولا نسكي

وكأن نملاً قد دببن بها ... غمست أكارعهن في مسك

ثم رأيت ما هو عين المأخذ في قول المعز البغدادي

كأن عذاريه اللذين تراسلا ... هلالان من مسك وبينهما بدر

منمنمة فوق الخدود كأنما ... مشى فوقها نمل بأرجه حبر

<<  <  ج: ص:  >  >>