أتى يوم بدر وهو بدر تحفه ... نجوم سماء أطلعتها كتائبه
فمذ يرزوا في النقع شاهدت العدا ... بهم يوم بؤس لا تغيب كواكبه
ولصاحب الترجمة قصيدته المشهورة التي مطلعها
دعيني فلا والله ما يكشف البلوى ... سوى من لهذا الخلق من نطفة سوى
فلا تقرعي باباً سوى باب فضله ... ولا تظهري يوماً إلى غيره شكوى
ولا تجنحي للغير في كشف حادث ... فغير جناب الله لا يدفع الاسوا
ولا تهرعي الا إليه إذا جفا ... سحاب قافي غير ألطافه رجوى
ولا تسأمي من مر عيش وسالمي ... إلي من بعيد بعيد من فضله حلوا
آله تعالى لا نقوم بحمده ... ولا أحد منا على شكره يقوى
يقلبنا في الخلق سابق حكمه ... علينا بما تأبى النفوس وما تهوى
تبارك منشئ الخلق من صلب آدم ... ضروباً فذ وفقر مهان وذو جدوى
فهذا ندا الأيسار أبرد عيشه ... وهذا بنار الفقر أحشاؤه تكوى
وهذا تراه في المساجد راكعاً ... وهذا يعاني اللهو في حانة القهوا
وهذا الدرس العلم أصبح طالباً ... وهذا يروم اللهو في الروض والزهوا
شؤون قضاها الله قدما على الورى ... وآدم لم يخلق هناك ولا حوى
دعني من التدبير فالأمر كله ... تدبر من قبل الوجود ولا غروا
إذا كان أمر الله في الخلق سابقاً ... فتدبيرنا فيه هو الخبط في عشوا
وهي طويلة وله من اخرى مطلعها
خضبوا الخدود ورصعوها الانجما ... واستخدموا لركابهم بدر السما
شربوا الشموس فأظهرت بوجوههم ... شفقاً ألم على الصباح مخيما
وتروا القسي حواجباً وتعمدوا ... كسر الجفون وفوقوها أسهما
عقلوا الحجى بذوائب من عنبر ... جذبوا القلوب وأوردوها بعدما
بذلو العوالي بالقدود وأثخنوا ... فيها جراحاً ظافرين العلقما
نصروا البعاد على الوصاف كأنهم ... نظروا الممات على الحياة مقدما
اتبعت طرفي ذا نواس منهم ... طمع التداني عامداً فتبسما
ملك تبدى راكباً في موكب ... رحل التصبر عن فؤادي عندما
نبت العذار بخده فكأنه ... مسك به أمسى النضار موسما
لم يكفه صل الذوائب مرسلاً ... حتى أدار على الشقيق الأرقما