إليه انتهت آمال كل مؤمل ... فعادت بأوقار الندى والثنا تسري
وباب معاليه انتحته بنو الرجا ... فأمنها مما يروع من الذعر
فما هو الا النجم في كل مشكل ... وما هو الا البدر في الهدى والقدر
له فكرة ما زال ينمو ذكاؤها ... ورأى سديد كالمهندة البتر
أما ومحياك الوسيم الذي لنا ... بخبخ الدجى فيه غناء عن البدر
وفيض أياد كالبحار وهمة ... علوت بها قدراً على الأنجم الزهر
لأنت بهذا الدهر فرد كما به ... قد انفردت في فضلها ليلة القدر
فيا أيها المولى الهمام ومن له ... محامداً دناها يجل عن الحصر
تهنأ بحج بل نهنئ نفوسنا ... بمقدم خير رافع راية النصر
بلغت به ما كنت قبل مؤملاً ... ونلت به الحظ الجزيل من الأجر
وزرت مقاماً حله أشرف الورى ... أبو القاسم الهادي الشفيع لدى الحشر
وجئت دمشق الشام حتى تشرفت ... بموطئك السامي وعزت مدى العمر
وأصبح أهلوها تمد أكفها ... بخير دعاء للجناب بلا نكر
فجوزيت عن مسعاك كل كرامة ... تسير بها الركبان في البر والبحر
فقد جاء تاريخ ببيت منضد ... ينادي بألفاظ ملئن من السحر
بأيمن عام عم بالعز والمنى ... وبالسعد والاقبال حج أبي بكر
وقد عرض المترجم هذه القصيدة على الفاضل الأديب السيد مصطفى العلواني الحموي نزيل دمشق فكتب له هذه الأبيات وأرسلها إليه وهي قوله
أشعرك يا مولى القريض أرق من ... صفاتك أم منه صفاتك ألطف
أزل اشكالي بصبح فطانة ... غدوت بها بين الأفاضل تعرف
ولا غروان تغدو وأنت أبو النهى ... وأنت ابن من منه الفضائل تغرف
وإنك غصن مثمر ضمن روضة ... معطرة منها الكمالات تقطف
بقيت لمنثور الفضائل ناظماً ... وفيها بأنوار الذكا تتصرف
وللمترجم في عين الصاحب أحد منتزهات دمشق
لما وقفنا للوداع عشية ... ما بين مسلوب الفؤاد وسالب
وجرت من الشوق المبرح أدمعي ... رق الحبيب لماء عين الصاحب
ولوالده أيضاً في ذلك
لم أنس موقفنا بعين الصاحب ... مع صاحب حبي له كالواجب