للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمقدم نجل مهدت لقدومه ... معاهد مجد للسوي لم تمهد

أغر عليه اللنجابة كوكب ... يشف سناه عن معال وسؤدد

تضرع من دوح النبوة غصنه ... وماس بروض للوزارة أسعد

ومنها

فيا ابن الأولى قد شيدو البأس والندى ... لهم رتب حفت بعز سؤيد

ومن إن دهى خطب وأطلم حادث ... جلوه برأي مستنير مسدد

كرام إذا ما أدلجوا فوجوههم ... مصابيح تغني عن ذكاء وفرقد

ليهنك في أفلاك مجدك فرقد ... يلوح باقبال وسعد مؤكد

فقربه عيناً ودم وابق سالماً ... بعيش كنوار الخميلة أرغد

نسوق لك الأيام كل مسرة ... ومجد أثيل غب أنس مجدد

ولا زال نجماً في المعالي محمد ... محوطاً بعز من جنابك أحمدي

مدى الدهر ما غنى بمدحك صادح ... وما شغفت منك المعالي بأمجد

وما جاء في تاريخه حدد الهنا ... فشهر ربيع مولد لمحمد

ولما عاد من حجه أحد صدور الدولة العثمانية المولى أبو بكر الرومي نزل في العادلية عند والد المترجم فعمل له المترجم هذه التهنية مؤرخاً عامها وذلك في سنة اثنين وستين ومائة وألف وهي قوله

هناء فطير السعد غرد بالبشر ... ونم على أرد إنه أرج النشر

وصير أيام اللقاء مواسماً ... بها تنجلي خود المسرة واليسر

وأصبح روض الغصن يندي نضارة ... وكلله طل البشائر بالدر

وجرد كف البرق عضباً مهنداً ... على السحب فانهلت بدمع كما القطر

وأشرق أفق الشام وافتر بالمنى ... بها مبسم الاقبال عن شلب الشكر

وطلت دواعي اليمن فيها هواتفاً ... وغنى حلم الأنس في القضب النضر

لمقدم طود الفضل والعلم من له ... مآثر قد خطت على جبهة الدهر

جليل رقى العلياء بالفضل والندى ... وحاز مقاماً دونه هامة النسر

جواد إذا ما أخلف السحب وعدها ... رأيت له كفا بسح الندى يجري

همام لوان الليل لاذ بجاهه ... لما مزقت أثوابه راحة الفجر

هو الشهم ذو الأفضال والعلم والتقى ... أخو الرتبة القعساء والهمة لبكر

هو الماجد النحرير والأوحد الذي ... خلائقه كالزهر أو نفحة الزهر

أغر السجايا واسع الصدر رحبه ... فريد المعاني واضح المجد والفخر

<<  <  ج: ص:  >  >>