للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يطار حناها كالجمان قصائداً ... جواد بها في حلبة السبق ماكبا

وتنبعث الأفكار في كل شذرة ... تخال بجيد الدهر عقداً مذهبا

ويوماً ترانا حول مرجة جلق ... نؤم رياض الزاهدين أولى النبا

مجالس أنسى لست عنها براغب ... وكيف أرى عن جنة الخلد مرغبا

حوت كل فتك اللحاظ ممنع ... بصفحة خديه المحاسن كتبا

فما روضة غناء ذات جداول ... سعين بها كالصل يطلب مهربا

علاها لتغر يد البلابل في الحمى ... شؤون تذود الهم إن شاء أو أبى

وقد نسجت أيدي الربيع مطارفاً ... مدبجة والأفق أضحى مقطبا

وقام خطيب الطير فوق منابر ... يقول انهضوا فالراح قد راق مشربا

بأحسن مرآى من شمائله وقد ... تثنى فأزري بالرماح وأعجبا

وشيخهم لم أنسه أدروى لنا ... أحادي الا أنها كلها هبا

وليلة سعد ما سعدت بمثلها ... مدى الدهر في تلك المعاهد والربا

أعانق للآمال قداً مهفهفاً ... والثم ثغر اللأماني أشنبا

فذاك زمان كل عيش به رضى ... وكل نسيم هب من صبوتي صبا

وكنت أرى أن الزمان مساعدي ... فشمت به برق الأماني خلبا

فبينا تراني باسم الثغر ضاحكاً ... إذا بي أعض الراحتين تلهبا

متى تجمع الأيام شملي بجلق ... وألقي بها عبد الغني المهذبا

فتى فضله لو قابل الشمس راعها ... فتصفر أما خجلة أو تهيبا

سليل الأولى سادوا علي ونباهة ... وعلماً وحلماً وافتخاراً ومنصبا

إذا جال في بحث أتاك بمعجز ... وحل عويص المشكلات وأطنبا

بفضل أبيه العالمون شواهد ... ولكن رأينا الأبن قد فضل الأبا

هذا مأخوذ من قول بعضهم

وكم أب قد علا بابن ذرى شرف ... كما علت برسول الله عدنان

عودا

أخا الود مالي عن ودادك مذهب ... على أن قلبي لم يجد عنك مذهبا

وقد علم الرحمن من أنا عبده ... بأن ودادي عن ودادك ما صبا

وشخصك لا ينفك يسري به لنا ... خيال إذا آب الظلام تأوبا

أقلني أقلني إنني بقصيدتي ... شكوت لترئى لا شدوت لتطربا

ودم وابق في عز وأمن ممنعاً ... لدي غبطة ما أظهر الأفق كوكبا

<<  <  ج: ص:  >  >>