فقالوا طلوع الشمس يتلو غروبها ... وإن عقيب العسر ينتظر اليسرا
فقلت نعم لكن ربي قد قضى ... لكل مني وقتاً وقدره قدرا
وبعد فظني بالآله بأنه ... سيحدث حقاً بعد ذلك لي أمرا
ويمنح من ينتاب هامر جوده ... ركام سعود ودقه يكشف الضرا
وله راداً على بيتي القسطلاني
لعمرك ما طيب الأصول بنافع ... وليس يضر العكس إذ كنت ذا رشد
كفى حجة عندي يزيد مخالفاً ... لأصل وفرع في التعاكس والطرد
وبيتا القسطلاني هما قوله
إذا طاب أصل المرء طابت فروعه ... ومن غلط جاءت يد الشوك بالورد
وقد يخبث الفرع الذي طاب أصله ... ليظهر صنع الله في العكس والطرد
وللمترجم
أنار أفلاك فضلي منك شمس هدى ... وغبت عني فلم أبصر سوى الحلك
هب إنك الشمس في العرفان مشرقة ... فهل سمعت بهجر الشمس للفلك
وقال في خيلان بوجه شنيع
قد أطلع الشمس في أفق الجبين ضحى ... ومن سنا فرقه أبدى لنا قمرا
فأدهش الزهر في الأفلاك إذ بزغت ... منه الأشعة تغشي كل من نظرا
وإذ رأت فلك الأزرار في عطل ... اللبات مستنكفاً تقليده الدررا
هوت لتنضيده حتى إذا اقتربت ... ولم يرعها لهيب النار مستعرا
مدت لظاه شواظ النور فانتثرت ... خيلان حسن بمرآة الجمال ترى
كانت دراري فلما جاوزت وهج ... الوجنات صارت له مسكاً زكا عطرا
ومن نثره ما قاله وهو في الروم
وكنت في منتدى أحد مداره الرؤساء وحوله من الأفاضل جلساء فسلكنا من الحديث لحباً وشعاباً وسردنا مزايا كل علم باباً باباً وأنا أسترسل إلى أن سرى به من نجد إلى غور وأرتاح إلى اقتطافه من يانع ونور حتى انتهى إلى علم الأدب ونسل للطعن في الشعر من كل حدب فقلت رويدك يا مولاي فإني أملأ لعقد الكرب في المعارضة دلاي فقال أما تقرأ ما في كتاب الله المكنون والشعراء يتبعهم الغاوون فقلت لعمرك إن الله استخزن القرآن فوادي وطالما أحرزت قصب السق في حلبة معانيه جيادي ولو بلغ السيد في تصفحه الثنيا لصرفه تضلعه إلى الرعيا وعلى مولاي النظر في دلائل