الاعجاز لعبد القاهر وفيما سرده في فخامة الشعر من البراهين الزواهر فإنها شمس الحق التي لم تترك للشبه غيهباً والجدد الذي من ظفر به لا يعدل به مذهباً فأورد نثراً مضمون هذه الأبيات الآتية فافندجت في معارضتها زنداً بنور التوفيق وأريه واندفعت أنقل عن الفحول ما يندحض به هذا الشك المنحول ورب الندى بحر فضل عجاج وسيح وأكف علمه ثجاج وهو طوراً يسر حسواً في أرتغا وتارة يستدل بما يخيل إنه الصواب به أبتغي حتى حصحص الحق عياناً وانقلبت عصاه ثعباناً وسطع نور الحق أبلج واستفل الباطل وهو لجلج فألقى إلى السيد الحبر باقليد التسليم بعد أن أثلج الصدر بتحقيقات تخالها ممزوجة بتسنيم فأحببت أن أعارض الأبيات التي أستدل بفحواها وبرهن على وهن معزاها بمناظرة دونها نظر المتردم ومطعن الناقد المترسم من أرباب الفطن السليمة وأصحاب النحيزة الكريمة وهذه الأبيات المستدل بها
انظر إلى الشعراء أفنوا دهرهم ... في وصف كل حبيبة وحبيب
ومضوا ولم يحظوا بوصل منهما ... بتأسف وتلهب ونحيب
وحظى بوصل كل من وصفوا له ... فكأنهم قواد في الترغيب
لكنما القواد تظفر بالعطا ... وهم بمقت الناس والتكذيب
وهذا نص المعارضة
يا من تعرض للقريض وأهله ... بزخارف البهتان غير مصيب
هلا نهاك عن الهجا ما أودعت ... بانت سعاد وبدؤها بنسيب
أرأيت كعباً قد رمي بقيادة ... بحلي سعاد ووصفها المحبوب
لو كان حقاً ما ادعيت لصده ... المختار عن مدح وعن تشبيب
ولما أجيز ببردة لو تشتري ... شريت بأغلى مهجة وقلوب
وبشعر حسان الفصيح محجة ... تهدي الضلال مهايع التصويب
وبقرض مولانا على رابع ... الأصحاب ردع عن هجنا مكذوب
وأذكر لمقول لو مننت وربما ... للمصطفى وحنانه المرغوب
وأذكر لأن من البيان وشعره ... حكماً وسحراً تلق دفع مريب
ولكل مجتهد أمام قدر ووا ... شعراً صفا عن وصمة التكذيب
ولقد روينا عن هضاب العلم و ... الأعلام أشعار راحلت كضريب
فالبعض منها يحتوي حكماً زكت ... والبعض حاول رائق التشبيب