وكم من فتى لا يعرف الصوم منهم ... يفاخر بالافطار في محفل الكثر
وكم روجوا سوق الغسوق بقينة ... ولم ينج منهم ساكنوا المدن والبر
وكم لهم فعل شهير اساءة ... فمن رام احصاء يمثله بالقطر
وكم أنذروا ممن يحيق بهم غدا ... سيوف انتقام الله ذي البطش والقهر
وكم قد أجابوا إن ساحة عزنا ... حمتها ليوث بالسريجية البتر
وكم مدت الأيدي إلى الله من فتى ... باهلاكهم والليل منسدل الستر
سقاهم شراب الحتف من سيف أسعد ... الوزير الكبير المخلص السر والجهر
وروى سيوف العدل منهم وطالما ... تشكت وقال النصر يأتي مع الصبر
ألم تعلمي إن الآله مراقب ... فيجزي ذوي الحسنى ويجزي ذوي القدر
وغيرة شأني كل لحظ تحثني ... لما رمت لكن كل شيء على قدر
ولما أراد الله ثل عروشهم ... وسخره ولانا الوزير لذا الأجر
توشح بالحزم السديد وجاءهم ... بصوب عقاب للرقاب جزا الأصر
وقام بعبء الحكم يحبي معالماً ... من الدين آلت للدروس وللدثر
وحاق بهم من كل فج حسامه ... وصيرهم أشلاء مطعمة النسر
وشن عليهم بأسه كل غارة ... ففروا حيارى للجبال وللوكر
يزعم نجاة أرغم الله أنفهم ... ولم يعلموا إن لا مفر من الصقر
وقد حلهم سقت من الله مهلك ... فمن فر من حد فللحد والقبر
وهذا وزير الشام ليث غضنفر ... تسلوت لديه فتكة السهل والوعر
وعما قليل يتبع الخلف من مضى ... ويصدقكم أخباره باهر الخير
جزاك آله الخلق عن أهل جلق ... وكل بلاد الله مستعظم الأجر
وله مشطراً أبيات ابن يزيد الزبيدي بقوله
طلعت من الحمام تمسح وجهها ... من جوهر الأنداء تحت نقاب
بمخضب نمت نوافح رشحه ... عن مثل ماء الورد بالعناب
والماء يقطر من ذوائب شعرها ... الساجي كرشح من لجين مذاب
وعقارب الأصداغ تهمل بالندى ... كالطل يسقط من جناح غراب
فكأنما الشمس المنيرة في الضحى ... ما ضم منها معجز الجلباب
بزغت تواري بالحجاب فقلت قد ... طلعت علينا من خلال سحاب
وكتب إلى والدي حين كان هو بالروم قوله
الجناب الذي انعقدت على أوحديته خناصر الاساتذة وطود الفضل الذي