وأوردنا عين الحياة وقد غدت ... شموس الهدى تجلى بمورده الاصفى
وفي جنة العرفان كم سال كوثر ... لديه فأسدى من مياه الهدى غرفا
ومغرسه النامي بروض علومه ... قطفنا ثمار الفضل من غصنه قطفا
وقوله من قصيدة مطلعها
نطق عين الوجود وصف ثناكا ... يا حبيبي والبدر يحكي سناكا
وجهك الحق والأنام مرائي ... ايما شاهد المحب رآكا
وشموس الجمال عنك تبدت ... مشرقات على الورى بضياكا
وبروق الحمى بريق ثنايا ... ثغرك الدر حين يبسم فاكا
يا رعى الله حضرة جمعتنا ... يا بديع الجمال في مغناكا
حيث شمس المدام يجلو محيا ... ك سناها والراح من معناكا
ونداماي كل أحور طرف ... لم يكن عرشه سوى مستواكا
وسلمى عنها اللثام أماطت ... فمحتنا واثبتتنا هناكا
فشهدنا في ذاتنا ذات حسن ... ورشفنا من ثغرنا للملكا
وتبدت عروسة الحي تجلى ... من محياك وانجلت بحلاكا
وهي في غيبها النزيه ولكن ... شمسها أشرقت بأفق سماكا
فعجبا لوحدة قد تدأنت ... مذ تجلت وما حوت اشراكا
يا وحيدا في ذاته أنت وتر ... وكثير بمقتضى اشماكا
عينت ذاتك الذوات لعيني ... فاجتلينا الوجود في مجلاكا
ولعيني كنت الضيا فلهذا ... بك قرت وما رآك سواكا
فلذا إن أقل بنك اني ... أنت قد قلته فإني أناكا
أو أقل أنني سواك فقولي ... عنك باد لأنني مرآكا
حضرات لها بها صورتني ... كيف شاءت وقلبتني يداكا
جنة زخرف الشهود رباها ... فنعمنا فيها بطيب لقاكا
فالمثاني تتلو المثاني إذا ما ... كنت تصغي بمسمعي لغناكا
وفؤادي يهواك في كل قلب ... وعيوني في كل عين تراكا
وإذا ما بدا من الحسن مرآ ... ك لعيني سجدت شكراً هناكا
يا حبيباً أفنى هواه محبي ... هـ حبذا حبذا الفنا في هواكا
أنت أنت الوجود والكل فان ... يا حبيبي لك الهنا ببقاكا
مذ تجليت لي بافق سعودي ... شمت عبد الغني بدر حماكا