دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى ... إن لم تكن تصغي لقول الألف
من قبل عشقك لا تلم أهل الهوى ... فإذا عشقت فبعد ذلك عنف
برح الخفاء وبحب من لوقي الدجى ... أبدى ابتساماً زال لون المشرف
منذ تكامل حسنه فلو أنه ... سفر اللئام لقلت يا بدر أختفي
وإن اكتفى غيري بطيف خياله ... أو قد رضى بتماطل وتسوف
أو إن تسلى في مرور نسيمه ... فأنا الذي بوصاله لا أكتفي
وهواه وهو اليتي وكفي به ... حلفاً ولست أخي فيه بمخلف
وبسر صرفي مهجتي بوداده ... قسماً أكاد أجله كالمصحف
إلى آخرها ومن شعره تشطيره لبانت سعاد حيث قال فأجاد
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... وكيف لاو فؤاد الصب مشغول
وإنني من غرام قد ولعت به ... متيم أثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... الا مهاة لماها فيه تعسيل
ولن يماثل أعطافاً لها ظهرت ... إلا أغن غضيض الطرف مكحول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... منه الشفاء لقلب فيه تعليل
سلافة قرقف قد سيغ مشربه ... كأنه منهل بالراح معلول
شجت بذي شيم من ماء محنية ... مذاقه للأرواح تجذيل
كأنما ريقها المعسول مذ رشفت ... صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
تنقى الرياح القذي عنه وأفرطه ... ينهل من صيب والمزن رحيل
ومازجته سحابات قد انهملت ... من صوب سارية بيض يعاليل
أكرم بها خلة لو أنها صدقت ... عهدي وما كثرت منه الأقاويل
أواه لو أحسنت وصلاً وما نبذت ... موعودها أو لو أن النصح مقبول
لكنها خلة قد سيط من دمها ... هجر لعا شقها نبذ وتنكيل
ولم أنل من هواها غير أربعة ... فجع وولع وأخلاف وتبديل
فلا تدوم على حال تكون به ... تروغ في قولها والوعد ممطول
ثبت بخلف وأحوال ملونة ... كما تلون في أثوابه الغول
ولا تمسك بالعهد الذي زعمت ... وطبعها من طريق الدخل مخبول
فما لاقوا لها شبه ولا مثل ... الاكما تمسك الماء الغرابيل
فلا يغرنك ما منت وما وعدت ... أثفال أقوالها زور وتخييل
لا تغترر في أمانيها وموعدها ... إن الأماني والأحلام تضليل