كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً ... ولن يصدق منها القال والقيل
كربطة نقضت مغزولها عبثاً ... وما مواعيدها الا الأباطيل
أرجو وآمن إن تدنو مودتها ... لكنني رمت شيئاً فيه تخليل
قالت تروم وصالاً قلت ذا خطل ... وما أخال لدينا منك تنويل
أمست سعاد بأرض لا يبلغها ... إلا أقب رباع فيه تسهيل
وليس يدرك ركباً فيه قد ظعنت ... إلا العتاق النجيبات المراسيل
ولا يبلغها إلا عذافرة ... سريعة الجري في البيداء شمليل
عوج الرقاب كريمات مؤصلة ... ليها على الأين إرفال وتبغيل
من كان نضاخة الذفرى إذا عرقت ... تميل عجباً ولا عي وتنكيل
كأنما سيرها كالريح إذ عرضت ... عرفتها طامس الأعلام مجهول
ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق ... قد حل سحيل واستقفاه شرحيل
لا تختشي تعباً أيضاً ولا سغباً ... إذا توقدت الحزان والميل
ضخم مقلدها عبل مقيدها ... لا يشتكي قصر منها ولا طول
همر جل مشيها والله صورها ... في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
غلباء وجناء علكوم مذكرة ... عرمومة القد لا عتم وتعييل
مدموجة متنها كلاء من سمن ... في دفعها سعة قدامها ميل
وجلدها من أطوم لا يدنسه ... سعف شنيع وقذان مناجيل
ولا يسسها يا صاح من ملس ... طلح بضاحية المتنين مهزول
إلى آخر القصيدة وله غير ذلك وفي سنة تسع وثمانين ومائة وألف اقتضى لحاكم حمص الأمير عبد الرحيم ابن العظم التوجه على جهة عرب الحيارى المعروفين بالموالي المقيمين في تلك الأطراف تبعاً لولاة حلب فتوجه معه المترجم لكونه حاكماً بقلعة تلبيسة وذهب معهما شرذمة من العسكر فلما بلغوا العرب وقاربوا اليهم وقع بينهم الحرب ولم يصدر من طرفهم نصر بالتقدير الألهي فما استقر الأمر مقدار نصف ساعة إلا وأخذتهم العرب وشلحوهم جميعاً وبقي المترجم وحاكم حمص معريين من غير سائرة ثم بعد ذلك جاءه رجل منهم وضربه برمح في رقبته فقتله ومسكوا حاكم حمص وأخذوه ثم بالقرب من الموضع قرية جاء أهلها وأخذوا المترجم محمولاً إلى حمص لعند أهله وكان ذلك في الحادي والعشرين من ربيع الثاني من السنة المذكورة ودفن بتربة مقابلة لمقام سيدي خالد بن الوليد رضي الله عنه وضبطت أمواله للدولة العلية بأمر منها وجاء بالخصوص