المنسوب وقدم دمشق واجتمع بعلمائها وادبائها وتكرر منه ذلك وكان له براعة وتفوق في جميع الفنون وكتب الخط الحسن ودرس بحلب في جامعها الأموي الكبير وألف بشرحاً على الدر المختار للحصكفي سماه سلك النضار على الدر المختار أخبرني أخوه الشيخ صادق إنه بيض من مسوداته مجلدين وصل فيهما إلى كتاب الصوم وشرح كتاب معدل الصلاة للبركلي وله تعليقة نافعه على أوائل صحيح البخاري أملاها حين تدريسه وكتبها حين قراءته وشرح نظم المراقي الشرنبلالية وله غير ذلك من الآثار ونظمه ونثره في تفوق من البلاغة وله في الأدب إحاطة بالعيوب والعلل والمحاسن ودخل العراق والروم ودرس باياصوفية لما ذهب للقسطنطينية في صحيح البخاري وانتفع بأفاضلها وأخذ عنهم وأخذوا عنه ثم رجع منها إلى بلدة حلب سنة احدى وثمانين وقدم دمشق سنة اثنين وثمانين ومائة وألف وامتدح والدي المرحوم السيد علي أفندي وكف بصره في آخر عمره وله شعر لطيف ينبئ عن قدر في الفضل منيف فمنه قوله وكتب بها إلي في واقعة حال
بدت تخجل الأقمار بالمنظر الأجلى ... ولاحت تريك الشمس في الشرف الأعلى
وزارت على رغم الحواسد فانثنت ... أمانيهم منها منكدة خسرى
محجبة تهتز من مرح الصبا ... فتأنف أن تلقى عقوداً لها الجوزا
وعهدي بها تجلي لمن ليس كفوها ... فها هي قد جاءتك تلتمس الرجعى
فألبستها من حلة المجد خلعة ... تروق كما راقت على الروضة الأندا
وجاءت بشارات المسرات والهنا ... تهنيك بل تهني بك المنصب الأسنى
وأصبح ثغر الدهر يفتر باسماً ... سروراً بما أوليت من نعم تترى
نهضت بعزم يفلق الصخر طالباً ... تراث أبيك الأكرم الطيب المثوى
ويممت قسطنطينية تطلب العلا ... كما أم ذو يزن لمطلبه كسرى
على متن مندوب يصلي وراءه ... غداة تساق الخيل داحس والغبرا
من الجرد لو كلفته وضع حافر ... بأعلى عنان الجو لأقتحم الشعرى
فأنزلت فيها منزل العز والتقى ... وشائيك بين الناس ينعت بالأشقى
وأصبحت مشكور المساعي حميدها ... وضدك في أرجائها خابط عشوا
تقول دمشق حسرتا ثم حسرتا ... أبعد على كيف اذكر في الأحيا
وهل كيف يسلوه فؤادي وروحه ... بآل مراد انني بهم أحيى
إذا اختلفت أقوالهم في حياتها ... بغيرهم قالت فديتك بالموتى