سألت المعالي عنكم غير مرة ... فقالت هي الشقرا مسائلها شتى
وهل بعد هذا الوجه تطلب مدركاً ... لتقضي به في كل مشكلة عميا
وقد وقع التصحيح بعد اختلافهم ... بأن أرخوا وجهاً خليل به يفتى
وأبت وذكراك الجميل مطبق ... لآفاقها المعمور أقصاه والأدنى
وما هي إلا منك شنشنة لها ... مخائل إسعاد إلى أخزم تنمى
نمتك إلى الأفتا جهابذ سادة ... نماهم إلى الافتاء من شرع الفتوى
هم شيدوا ركن الفخار وحبذا ... دعامة مجد أنت جؤجؤها الأقصى
فيا آل مراد أنتم خير عصبة ... وأنتم جمال الخلق والدين والدنيا
بكم شرف الله الوجود وجودكم ... يذكرنا عهد البرامكة الأولى
ومن علينا الله فضلاً بكم كما ... على قوم موسى من بالمن والسلوى
اليك رفيع المجد أرفع قصة ... ولي حاجة في النفس أوقن أن تقضى
نضضت ركاب السير من أجلها إلى ... حماك فلم أنجح وقد أخفق المسعى
لكم في قضا سرمين قدما علاقة ... ينابيعها تتلو بحازم والمعرا
مسارب أوعال خلت من زراعه ... اليها ابن آوى من توحشها آوى
ومن سوء حظي إن رزقي فلاحة ... بها أبتغيه في التراب على العميا
يعز على المضني المتيم أن يرى ... منازل من يهوى على غير ما يهوى
ومذ كنت قد ألزمتها بمعجرف ... يسوم رعاياها الغرامات والبلوى
تداعوا إلى حلف الفضول واقسموا ... على تركها بوراً واهماً لها قفرا
وذا العام كانوا طبقوها زراعة ... ليستبدلوا من دونها قرية اخرى
فأخصب واديها وأينع ربعها ... وخاماتها تختال في الروضة الدهما
تموج كموج البحر إن هبت الصبا ... ويغرق منها السرح في الموضع الأدنى
وبالرغم منهم أن يولوا اقتسامها ... وكيل ابن طه إنها قسمة ضيزى
فما نعته عنها وقلت له اتئد ... اجارتكم منها أما آن أن تقضى
فكف يداً عنها واحجم خاسئاً ... وهبت على زراعها نسمة البشرى
فيا بشرهم لما رأوه مبعداً ... ويا بشرها لما غدت يده قصرى
وأخبرتهم إني أريد التزامها ... إلى حجج قالوا هي المنة العظمى
وأقبلت أرعاها وأحمي ذمارها ... لسابق ودمنكم خالص المعزى
وكم زدت عنها كل لص سميدع ... ولا سيما الخرفان إذا كثر الغوغا
ومذ هاج منها زرعها لحصاده ... وقد أعجب الزراع سنبله الأبهى