أو لم يذق طعم الشجون وفتكها ... وبلابل الأحزان والأشواق
وهيام قلب في المحبة ذائب ... جذبته أيدي الوجد بالأطواق
أو لم تساوره المنون فإنه ... لم يدر كيف مصارع العشاق
وله أيضاً
كم علينا تتيه في خطراتك ... فالهوى قادني إلى خطراتك
يا فريد الجمال تفديك روحي ... إن مضناك هام في لفتاتك
إن يكن لائمي تصدى لعذلي ... لست أصغي لقوله وحياتك
كل حسن وبهجة وكمال ... ذاك يا بدر من أقل صفاتك
لمتى الصد والتجني فكم ذا ... تختشي العاشقون من سطواتك
أنا نشوان في دلالك والقلب ... كليم من العيون الفواتك
فأمل لي الكأس يا حبيب طفاحاً ... فشفاء القلوب في كاساتك
يا فؤاد المشوق كم ذا التمني ... إن هذا الحبيب باللحظ فاتك
كم نقاسي من الغرام نحولاً ... وإلى كم تتيه في غمراتك
وله أيضاً
قم تنبه يا منيتي من نعاسك ... وامزج الشهد من لماك بكأسك
واصطبح بالمدام بين الروابي ... وأدر كأسها على جلاسك
وأطرح وحشة الهموم ودعنا ... من ضروب الأخماس في أسداسك
وأسقنيها وقت الصباح ففيه ... تستعير النسيم من أنفاسك
خمرة أشرقت بلآلآء در ... لست أصغي بها إلى لوم ناسك
عتقت من ألست في الدن قدماً ... قبل يا دير كنت مع شماسك
هيجتني يا دير منك نسيم ... سرقت من شذا الطيف غراسك
أيها العاذل الغبي رويداً ... لست أمشي على مراد قياسك
إنما الراح راحتي وشفائي ... فأصغ كم أنت في غرور التباسك
كم سكرنا بها وعفنا سواها ... حيث قد كنت أنت مع أجناسك
وقال عند خروجه إلى بيت المقدس
هلموا بنا فألحان راقت مشاربه ... وجنح الدجى للغرب أهوت كواكبه
وجودوا بطيب الأنس قبل وداعنا ... فقد أزمع الحادي وسارت نجائبه
فهل مسعف يا قوم بالصبر لحظة ... فإن حليف الوجد ضاقت مذاهبه
خذوا مقلتي من قبل يخطفها الهوى ... فإني رأيت الوجد سلت مضاربه