ولا تعجبوا من أصهر الدمع إنه ... فؤادي فمن جمر الهوى سال ذائبه
ولا تحسبوا إن المتيم للنوى ... مطيع ولكن جحفل الدمع سالبه
وقد توجب الأخطار يا سعد فرقة ... لألف بهم للعب تدنو مآربه
خليلي أما الوجد فالبحر دونه ... حدوداً وأما الصبر ولت كتائبه
فلا تنيا عني فإني أرى النوى ... يجاذب عني مهجتي وأجاذبه
وما كنت أدري والليالي كمينة ... بأني مسلوب الوصال مجانبه
ألا فقفا نبكي معاهد جلق ... سقاها الحيا صوبا تدوم سحائبه
ولا زال خفاق النسيم مصافحاً ... أكف رباها كلما اخضر جانبه
ولا برحت فوق الغصون طيورها ... تغني بما تحيي القلوب غرائبه
لدى المرجة الغناء يا سعد قف عسى ... لك الشرف الأعلى تضئ جوانبه
وفي الربوة الفيحاء فاسنشق الصبا ... فنشر الغوالي للربا هو جالبه
ولا تنس سفح القاسيون وظله ... فقد أشرقت من كل فج كواكبه
فكم من نبي حل في هضباته ... وكم من ولي لا تعد مناقبه
على إنه روض من الخلد مشرق ... فضائله لا تنتهي وعجائبه
سلام على تلك المعاهد والربا ... سلام محب أنحلته مصائبه
ومني على الأحباب ألف تحية ... يصافحها من كل نشراً طائبه
مدى الدهر ما حن الخليع تشوقاً ... اليها وفاضت بالدموع سواكبه
ومن هذا البحر والقافية نظمت قصائد كثيرة قديماً وحديثاً ومن ذلك قصيدة لي كنت نظمتها حالة الطفولية وهي بعدم الاثبات حرية مطلعها
أطارحه ذكر الهوى وأخاطبه ... وليل التصابي أكفهرت كواكبه
وأنشده مني حديث صبابة ... يروق سماعاً عنده وأعاتبه
ولي في الهوى عهد يطول على المدا ... على أبد الأوقات تصفو مشاربه
ألا ليت شعري ما الذي كان موجباً ... لفرقة من أحببت إذ أنا راغبه
وهي طويلة وللمترجم
تلك المنازل والخيام ... ينمو بذكراها الغرام
حيا معاهد شعبها ... وربا منازلها الغمام
أصبو لها ما أوضمت ... برق وما صدح الحمام
يا سارياً تطوى له ... منها المهامه والأكام
والعيس أطربها الغنا ... والركب هاج به الأوام