قد عادت الشمس تشريفاً إلى الحمل ... والسعد أقبل يسعى بالغ الأمل
وطلعة البدر زادت في علاه سنا ... والنجم في أفقه قد عاد في وجل
يودّ أن لو هوى يحظى ببغيته ... يقبل الأرض مع أيد على عجل
وظبية السرب مرعاها فؤاد فتى ... أيدي الغرام به أودت ولم يمل
حليف وجد دهته أعين نجل ... مع ضعفها عجباً من أعين نجل
تزري بذي اللبن حتى لا يكاد يرى ... سقماً وتقتل في غنج وفي كحل
وذا الغزال الذي يفترّ عن شنب ... وعن أقاح وعن درّ وعن عسل
حكمته فجنى جوراً عليّ قلى ... وأحكم الطعن في أحشاي مع عللي
من منقذي يا لقومي من جفا رشا ... حلو الشمائل يحكي الغصن بالميل
سوى الامام الذي شاعت فضائله ... في كل ناد وأحيا العلم بالعمل
صدر الشريعة كنز الفضل بحر هدى ... حاوي المفاخر مطفي ربقة الدخل
وجيز آياته عند البسيط لها ... كشف لأسرار ذي غمز وذي جذل
هو الهمام الذي إن راحتاه همت ... تغني بسح نداها بائس المحل
هو الجواد الذي يسمو بهمته ... على السها والسما والنجم مع زحل
أضحت ذكاء لما قد حاز من شرف ... ومن فخار ومن مجد ومن نحل
ترنو إليه اغتباطاً وهي طامعة ... في أن تلازم جدوى بابه النهل
أقام للدين شأناً بعدما درست ... آثاره وهوى في قالب خمل
فأشتاقه البيت ناداه أجاب بلى ... وسار شوقاً لخير الخلق والرسل
وآب في دعة والسعد يقدمه ... واليمن يخدمه والطول مع طول
وأصبحت جنبات الكون مشرقة ... تثنى وتحمد شكر أربها الأزلي
حيث السلامة حفت مع ملائكة ... لشيخ الاسلام عبد الله ابن علي
بحر النوال وبر الجود من برزت ... جدواه تمنح عاف قاصد النحل
ما أم أعتابه ذو حاجة وله ... إلا وبدله لطفاً من الخبل
وقد رجاك امام الفضل ذو أمل ... كسير قلب فأجبر بالرجا خللي
وله من قصيدة ممتدحاً بها بعض مشايخ الاسلام في الدولة ومطلعها
جاءت تميس تثنى عطفها تيهاً ... لما بأسرارها تمت معانيها
وأظهرت عجباً لما لها حسدت ... قضب الربا وتزاهت في تجليها
تخشى المحاق على الأقمار إن سفرت ... وتكسف الشمس إن وافت تحاكيها
ريم رمت بفؤادي من لواحظها ... سهم المنية مذ وافى يحييها