وأثملتني لما أنها اتخذت ... تعاطي الكأس ممزوجاً بما فيها
كم عاقرت مغرماً فيه وكم فتنت ... خوداً وكم أسرت أسداً بناديها
رعبوبة من بني الأتراك غانية ... فلا يغرنك فيها قول شأنيها
بديعة الحسن إن أبدت غرائبه ... تسبي الأنام ولم يظهر تجنيها
لها احتكام عجيب في صناعتها ... تبدي التسلي وفرط الشوق يسليها
ومذ توهمت روض الخد مفتكراً ... فأثر الوهم من قلبي بخديها
وكنت أجني لورد الخد ملتمحاً ... فسابقتني سيوف اللحظ تحميها
وقاسمتني دوام الود قلت لها ... مواعد الغيد لم يبلغ أقاصيها
قالت سرى البدر مستعط فجدت له ... بحلة من جمال يكتسي فيها
فقلت كلا فما للبدر من شبه ... فبكى وإن قسته لم أوف تشبيها
البدر في كل شهر من لوازمه ... شحوبة ومحياك بنا فيها
قالت أتنسى لحاظاً قد فتنت بها ... وآية السحر منها علم تاليها
فقلت أنسى بلى في مدح من فخرت ... به المعالي وقد نالت أمانيها
بحر الفضائل من فيه لقد شرفت ... مراتب العز واستعلت بمفتيها
شيخ المشايخ والاسلام من شهرت ... علومه كذكاء في ترقيها
حدث بما شئت عن بادي مكارمه ... عجائب البحر لم يسطع تخفيها
آيات أفضاله كالمعجزات له ... ودر أبحاثه يهدي لقاريها
ما جال فكر ولا ورى لمشكلة ... إلا أرانا صباحاً من دياجيها
ما حل ناديه من أعيته حاجته ... إلا وهمته بالحال تقضيها
شمس الأفاضل بدر المجد من برزت ... نجوم جدواه تستدني موافيها
وامتدح الوزير الصدر علي باشا ابن الحكيم بقصيدة هي قوله
صبح السرور لليل الهم قد هزما ... وحارس السمع شيطان العد أرجما
وآية النور آيات الظلام محت ... وكوكب الرشد أبراج الهدى لزما
ودوحة السعد قام العندليب بها ... يشدو خطيباً على الأغصان مبتسما
والغيم يسكب حزناً درا دمعه ... والروض يضحك فرحاً معجباً برما
والقضب تختال من مر النسيم بها ... والنور يبدي لها من حتفه شمما
والبدر أشرق في الآفاق فاعتذرت ... له النعائم والأكليل قد هضما
والشمس ردت إلى الجوزاء بازغة ... والليث أنشب بالعذراء مصطلما
والظبي وافى وأوفى لي مواعده ... فصحت يا ليت قومي يعلمون بما