وزار حتى كأن الهجر أحرقه ... لم تلف وضعاً ولا بدا ولا رقما
وسرني عاتباً لما أسر بما ... أفشاه من شجن دمعي وما كتما
وساءني راحلاً يوم الوداع وما ... أمر يوماً به دمع المحب هما
وقال لي داعياً أنسيت مجتمعاً ... والغيد والروض والواشي قد انهزما
والكأس والراح والساقي يدير بها ... أم كان ذاك خيالاً مرام حلما
أجبت كلا ولكن عنوة صرفت ... خواطري عن غرام كان لي رغما
لذروة قصرت من دون رتبتها ... أيدي المعالي وصارت للعلا علما
وسدة شرفت لا بالوزارة بل ... قد شرفتها وذات للعلوم سما
أرومة المجد ينبوع الفخار له ... في كل فن بدا سبق حوت حكما
شمس الأفاضل قد قامت مكارمه ... تدعو الوفود فمن وافى لها غنما
بدر المحافل مأوى كل مكرمة ... نادت أياديه للعاني اتخذ نعما
صدر الأماثل درياق الهموم جلا ... عين البصيرة محيي المجد والكرما
ليث العرين قوي البأس همته ... لو صادمت لبناء دك وانهدما
تخاله جحفلاً إن سل صارمه ... يوم النزال على الأبطال أو حجما
ما رامه فارس في يوم معترك ... الا ورد على الأعقاب قد ندما
وما ألم يناديه ذوو أمل ... إلا السرور على آماله هجما
فبذله عسجد من غير مسألة ... وإن سألت غماماً واجتهدت فما
ابن الحكيم على القدر أنت فتى ... ملكت كل الورى بالبذل لا وغما
وسرت بالعدل سير البدر مع نفر ... هم الكواكب فاستوثق بهم ذمما
فأبشر فإن قلوب الفرس قد ملئت ... رعباً وسيفك جيش العجم قد قصما
وجاءك النصر والفتح المبين فلا ... تضيق ذرعاً ولا تحسبهم خصما
هم العوارك في الهيجا إذا برزوا ... وفي السلامة أعيار ترى شمما
هم الأراذل إن حلت بساحتهم ... أسواط بطشك ذابوا وأختشوا نقما
وإن يكن منهم أسد مروعة ... فعزة الملك فيكم والنبي حمى
منها
وهاكها من بنات الفكر غانية ... فريدة تخذت كل الورى خدما
بديعة لو رأى حسان طلعتها ... لقال من عجب من ذا الذي نظما
فاقت على الدر في النظم البديع ولم ... ترضى سواك لها كفوأ ولا رحما
نادتك جهراً ولم تلغي بما نطقت ... يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما
وأسلم مدى الدهر في سعد السعود على ... رغم الحسود وما ثغر الشجي بسما