ولا برحت رجاء للوفود ولا ... زالت أياديك تبدي للورى نعما
وله من قصيدة مطلعها
سلالي الصبا هل آذنت منهم عطفا ... وهل سحر أمرت وهل بلغت وصفا
وهل ظبي ذاك الحي عند مروره ... تبدي فأيدي من صبابته لهفا
أم أجتاز من وادي العقيق مودعا ... أم ازداد بعداً أم تدانى أم استخفى
وهل خيلت منهم شجوناً تدلها ... على كبد حراً ظواهرها تخفى
وهل شاهدت طرفاً سقيماً بحاجر ... محاجرة تبدي الغرام مع الأغفا
وهل أكثرت شكوى الفراق توجعا ... أم ابتسمت بالله أم أرخت السجفا
وقولاً لها تبدي حديث صبابتي ... لديها ونرجو أن تلين لنا عطفا
قضى الله لي بلوى الهيام بحبها ... وما كان مقضياً فلا بد أن يلفى
تحملني ما لا أطيق من الجوى ... ولست بصب من لواعجه أستعفى
وقد طالما قد كنت أرجو وعودها ... فتبعدني طوراً وطوراً أرى خلفا
اليها لقد أهوى عليل وشاجب ... ومحترض كل يروم بأن يشفى
فكم أثملت قبلي بخمر لحاظها ... أولى نسك شتى ولم تسقهم صرفا
شكا البدر منها مذ أماطت نقابها ... مفاخرة واسترهب السدف والخشفا
فيا ليت لا ألقى الجمال اكتماله ... عليها ولا أهدى اليها لها ظرفا
ولله ما ألقى إذا ما رأيتها ... تميس وقد مالت وأنكرت العرفا
وألقت بأحشائي لهيب صدودها ... وشدت وشاحيها ورددت الردفا
منها
وناجيت قلبي فوق طور اشتياقه ... سلواً فلم يبرح يمد لها كفا
بليل بهيم قد أمدت سدوله ... ستور من الظلماء حالكة سدفا
أراعي بجنحيه نجوماً ثوابتاً ... فطالعه صفا وغاربه صفا
كأني وإياها إذا ما وجدتها ... فقيد فؤاد ذاهل ترك الحقفا
وله مذيلا
إذا أسود جنح الليل فلتأت ولتكن ... خطاك خفافاً إن حراسنا أسدا
وإياك من قوم عليك صدورهم ... من الغيظ باتوا مضمرين لك الحقدا
ولا تأتني جهراً فإن رماتهم ... بذات الحمى والشيخ قد أحكموا الرصدا
ومن كان متبولاً بذات لواحظ ... مراض دعته أن يهان وأن يودي
فلا تبد سلواناً وإن أظهر الجوى ... خوافيك داري من عرفت ومن أردا
فمن سره تذليل صعب مرامه ... تحمل أثقال الغرام وما أكدى