في روضة لعب النسيم ببانها ... وبدت حمائمها تهيم وتطرب
متجوزاً فيه الغدير كأنه ... نهر المجرة في صفاه كوكب
حصباؤه در تضي بصفائه ... وبحافتيه الورد عطراً طيب
والزهد قد ضاءت بأفق سمائها ... في روضها الفضفاض ذاك محبب
والترب فاح وقد شذاه عطره ... من نفحه الفياح عرفاً طيب
ولطالما الحادي يسوق بعيسه ... ليلاً وبدر الأفق كان يغيب
ويحث بدنا للوصول لروضة ... من نورها السامي أضاءت يثرب
بلد بها خير الخلائق طيب ... سمع الصلاة لمن له يتقرب
ويرد في حال السلام لوارد ... والله يعلم ما بذلك يحجب
وله مقام قد علا عن غيره ... في موقف قد عز فيه المطلب
وله من قصيدة حين ختم درس الهداية في السليمانية
من ذكر نجد يا حبيب فردد ... وبوصف من حلوا هنالك فأنشد
حيث الأراك على الغدير مخيم ... وعليه غرد طيرها بتردد
حيث الصبا مرت على سكانها ... فتحملت طيباً وعطرت الصدى
فتعطر المشتاق من نفحاتها ... وبها يحن إلى الديار وانجد
حتى ينادي في المهامه منشد ... زموا الركاب فلست بالمتفند
إني أرى البانات من علم الحمى ... وأرى منازل أهل ذاك السؤدد
شبه السراة إذا الليالي أظلمت ... أهدوا بنور للنبي محمد
من طيبة الغراء مصباح الهدى ... أكرم به من حالل وموسد
بحر الهداية والعناية والتقى ... وشفيعنا عند التزاحم في غد
وله لواقعة منامية هذه القصيدة النبوية ومطلعها
قبلت يدك في المنام تكرماً ... يا من علا فوق السماء وقد سما
فالله خصك من عناية فضله ... بعظيم خلق جل من قد عظما
وبسورة الأسراء أسرى عبده ... من مكة البطحا لقدس يمما
نادي لموسى اختلع نعليك في ... وادي المقدس يا كليم فكلما
أنت الذي في الأنبياء جميعهم ... كنت الامام وما برحت مقدما
ولقد عرجت على البراق مصاحباً ... لأمينه يا خير من وطئ السما
حتى وصلت إلى العلا في همة ... ولقاب قوسين الدنو مكرما
للسدرة العظمى تجرر أذيلاً ... فيها الفخار وقد حظيت تكلما
حتى تراجع ربك الأعلى لنا ... فيما يقول من الصلاة ترحما