للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها

خضعت لهيبتك العوالم كلها ... لما الآله عظيم خلقك اعلما

فالله خصك في فضائل عدة ... وعن صفها عجز البليغ وافحما

من ذا يروم ثنا علاك بمدحه ... والله قد أثنى عليك وعظما

فالشهب لا تحصى كذاك علاك لا ... يحصى وقدرك يا نبي تعظما

وقال وهو في بلاد الروم مضمناً البيت الأخير للمتنبي

لما دعيت إلى حماك وقد أرى ... شوقي إليك أعز فيه وأكرم

جاءت بي الأقدار أمشي خاضعاً ... حتى أريق دماً وقدرك أعظم

وأقول شعراً قاله من كندة ... شهم له غر القوافي تخدم

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم

وحين قدم دمشق العارف الرباني العالم الأستاذ السيد الشريف عبد الرحمن ابن مصطفى العيدروسي اليمني نزيل مصر القاهرة ونزل في دارنا الكائنة في محلة سوق صاروجا ابتهجت به دمشق وازدانت وحصل له الاقبال التام وأقبلت عليه الأفاضل والعلماء والسادات وظهر برونق الأدب والفضل وخدمته الأدباء بالقصائد الغر حصلت المطارحات والمساجلات البديعة وكان رحمه الله تعالى بهجة وجه الفضائل ونير سماء المعارف والآداب والفواضل فكتب إلى والدي المترجم هذه القصيدة وهي قوله

اليك على الذات والوصف والوهب ... حثثت مطايا العزم والشوق والحب

وحق لنا حث المطايا إلى فتى ... تسامى بوهبي العلوم وبالكسب

شريف له بالمصطفى خير نسبة ... تعالت على أوج المجرة والشهب

عليم بأنواع العلوم همامها ... وقاموس فضل فاض بالمشرب العذب

كريم له الجود الخضم وإنه ... لحاتم هذا العصر في جوده الرحب

سرى يسر الكون فضل قوله ... بفعل مصون عن خيال ذوي العجب

سليل المرادي المهذب شيخنا ... هزبر العلي في منهج النقل واللب

فلله من فرع حذا حذو أصله ... وجاراه في شرق الكمالات والغرب

هو السيد المفتي مريدي شريعة ... بعلم حنيفي به زينة الكتب

هو العارف الهادي مريدي حقيقة ... إلى حضرة الاطلاق حسبي بها حسبي

له الله مولى كل ما فيه مشرق ... بما حازه بالله من حضرة القرب

وإني له داع بكل مراده ... فأرجو إجاباتي يجود بها ربي

فيا سد أسعد الزمان به علا ... ومشربه بالحق بالمرتجى ينبي

<<  <  ج: ص:  >  >>