للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهناك نسلمها إلى أخواتها ... اللائي غدت تمشي على آسانها

فتظل بين الموجتين شوارعا ... في النيل سبق الخيل في ميدانها

تنفك تحدوها الشمال فإن ونت ... عنها ظللن يقدن في أرسانها

تسمو لتنظر قلعة الجبل التي ... تجلو بطلتها صدا أحزانها

وإذا أدار الصحب ذكرى راغب ... طارت هوى وعصت على ربانها

المشتري طيب المحامد بالبهي ... ويرى قليلاً ذاك في أثمانها

والتارك الماضين من أسلافه ... خير محته الناس من أذهانها

هو كعبة الوزراء إن بصرت به ... بدرت إلى التقبيل من أركانها

أزرى بإنشاآته الكتاب بال ... لسن الثلاث فإذ عنو لبيانها

والعرب لو تر مثله لم تفتخر ... في قسها يوماً ولا سحبانها

فخر الدولة آل عثمان بمن ... هو كالفريدة من عقود جمانها

فيمثله أنتظمت ممالك ملكها ... وبرأيه وثقت عرى سلطانها

كم راغب في أن يكون كراغب ... وأرى المواهب في يدي منانها

والاسم في الوزراء مشترك ول ... كن ما عتاق الخيل مثل هجانها

فإن اغتد وأوزر النصرة دولة ... فهو الشباة لسيفها وسنانها

حاطت مهابته الممالك قاعداً ... كالبيض ترهب وهي في أجفانها

حتى تسأوى خصبها والأمن من ... أرض العريش لمنتهى أسوانها

من بعد ما كأنت مصاعب بفيها ... في السوح منها ملقيات جرانها

وتبيغت فيها دماء فسادها ... دهراً فكان البرء في سيلانها

لم أدر مرهف عضبه أمضى إلى ... الأعداء أم يده إلى احسانها

أبد له لم أنس نائلها وهل ... تنسى الغيوم الغر في تهتانها

وخلائقاً مثل الرياض يزينها ... صدح العلوم له على أفنانها

يا أيها الدستور والشهم الذي ... ألقت إليه أولوا النهي بعنانها

وأخا الصوارم كالبروق كلاهما ... يعلو الرءوس فهن من إخوانها

لم أقصر التمداح فيك وانما ال ... بئر النزوع قصرت من أشطانها

ضمنك مصر ضم مشتاق إلى ... مرأى علاك وشبكت ببنانها

ولطالما سمعت بأنك واحد ال ... دنيا فصدق حدسها بعيانها

فافخر بها أعلى المناصب انها ... تخت الملوك الصيد في سلطانها

<<  <  ج: ص:  >  >>