أنت ملاذ الفضل بين الملا ... أنت حليف المجد ذو الاحتشام
وأنت فتح الله في خلقه ... من أصبح الدهر لديه غلام
الغزت في احدى وتسعين لا ... تقبل شكا يا رفيع المقام
وهو الذي تقديم نصف له ... وربعه لأمك أهل الملام
وإن حذفت ربعه عامداً ... في كل وقت كلم قد يرام
حسبك يا مفضال هذا فقد ... أصبحت في الناس أمير الكلام
فأشرح لنا عن أحرف أربع ... قد ركبت فيتا بحسن النظام
اسم وإن تطرح لنا نصفه ... مشدداً فعل ذوي الاهتمام
أو تقلب النصف بتسهيله ... فهو حياة تقبل الانقسام
أو تأخذ المقلوب مع نصف ما ... ألقيت فهو المبتغى للأنام
أو تسحب الغاية منه إلى ... ثانيه مع حذف وقلب امام
ونصفه حرف وفي قلبه ... نفي فلا تحفل به يا همام
ونصفه يجمع كل الورى ... وكل شيء فيه حسب المرام
إن قدم النصف إلى صدره ... وصير الثاني منه ختام
فأنت لا شك هو بين الورى ... يا فاضلاً أعيا فهوم الكرام
فأظهر لنا السر الذي قد خفي ... فأنت رب العز ماضي الحسام
وكن بأوفى الخير في نعمة ... وأبق ودم وأسلم إلى كل عام
فأجابه المترجم والغزلة
ما روضة غناء ذات ابتسام ... أو عقد در فاخر الانتظام
أو غادة حسنا قد أقبلت ... سجلة بين يديها غلام
مهضومة الأحشاء مياسة ... في كفها راح صفا ضمن جام
عزيزة في المصر بهنانة ... ترنو بلحظ ساحر للأنام
جاذبتها ذكر الهوى والصبا ... وطيب أوقات مضت كالمنام
قالت أما يكفيك ما قد جرى ... قدما فإن الوصل عندي حرام
وأحمرت الوجنات منها وقد ... فاقت بمرآها لبدر التمام
عندي بأحلى من عقود أتت ... من فاضل الوقت أمير الكلام
العالم المفضال نجل الولى ... أديب هذا العصر نجل الكرام
تضمنت لغزاً صحيحاً بدا ... في ضمن أبيات نراها عظام
وكررت ما قد لغزنا له ... مع ضم أعمال نراها فخام