فلم أجد أنسك حسب المنى ... ولم أخب إذ قد يزار المقام
وحيث كان الفضل يسعى له ... والمنهل العذب كثير الزمام
وهذا تضمين حسن وممن ضمنه بعضهم بقوله وأجاد
لما بدا والشهد من ريقه ... ودونه يستشهد المستهام
ازدحم النمل على خده ... والمنهل العذب كثير الزحام
وكتب المترجم للكنجي ملغزاً بقوله
يا سيداً فاق أولي عصره ... ومن رقى بالمجد أعلى مقام
وفاضل الوقت وكنز التقى ... وجبهة الدهر ومسك الختام
من حاز قصب السبق بين الورى ... حتى المعالي قادها بالزمام
يروى حديث الفضل عن والد ... وعن جدود في البرايا كرام
محمد يرويه عن أحمد ... أعني به الكنجي ذاك الهمام
ابن لنا ما أنتم إذا قل في ... خواصنا يكثر عند العوام
بيت له بابان قد أغلقا ... وفيه مصرعان تبدو عظام
رباعي التركيب من أحرف ... بدت لرائيها كبدر التمام
لولاه ما كان يرى ناثر ... كلا ولا يوجد فينا نظام
ولا صرفنا للعلا همة ... ولا بدا الفقه وعلم الكلام
ومالك القلب له ينبغي ... فانظر تراه بعد قلب يرام
تحريفه يؤلم أهل النهى ... وإن تصحف لم تجد غير لام
شبهت منه عارضاً أخضراً ... وفيه للعلم أوي والقوام
يصلح للجمع وتعريفه ... جمع بدا عند حصول الخصام
أصبح كالصبح جلياً يرى ... وحسن مرآه بدا للأنام
فاكشف لفتح الله عن حله ... وأرق ودم طول المدى يا امام
ما حرك الأغصان ريح الصبا ... وما نعى الديك فقيد الظلام
وأعذر أخاً فكر شتيت ولا ... تجعل جوابي لن ترى والسلام
فأجابه الكنجي
أيا شفيق الفضل يا من سما ... بفضله النامي على كل هام
ويا أديباً حسن ألفاظه ... قد علمتنا طرق الانسجام
وذو أياد لم تزل في الورى ... للجود والمعروف في الاغتنام
يد لفعل الخير مبسوطة ... باليمن والاخرى إلى الالتئام