جني النحل ممزوج بماء الوقائع وبيني وبينه ود صميم طيب العرف والشميم استدعى الأمل الأيام للقياه ولو في الأحلام وقد وقفت له على شعر قليل فأثبت منه ما هو لرأس المجد اكليل انتهى مقاله وقد اطلعت أنا على ديوانه ومتعت طرفي في عقود منظومه التي نظمها صائغ يراعه وبنانه فمن ذلك قوله من قصيدة مطلعها
أتى وظلام الليل ولي مبددا ... فراح ولم يشف الغليل من الصدى
وولي وما حققته دهشة به ... فمن لي بذاك الطيف لو عاد أحمدا
أعيد ارقادي يا خليليّ كي أرى ... خيال حبيب بالجمال تفردا
بهيّ جمال بالمحاسن فاتن ... إذا ما بدا كالظبي أحور أغيدا
يفوق ضياء الصبح واضح فرقه ... وكالليل إن أرخى من الشعر أجعدا
هو الشمس لكن إن رأت نور وجهه ... بدور السما خرّت على الأرض سجدا
من الترك مياد القوام مهفهف ... يفوق غصون البان ليناً إذا بدا
يهز عليّ الرمح وهو أخو الرشا ... ويبرز من لحظيه سيفاً مجرّدا
غزال غزا قلبي بماضي لحاظه ... فصرت باشراك الجفون مقيدا
جفاني بلا ذنب ملحاً بهجره ... فأضحى اصطباري في هواه مشردا
وأصبح قلبي بالصبابة هائما ... وأمسى بفيض الدمع جفني مسهدا
فهل باخل بالوصل يسمح باللقا ... لصب بسكر الشوق ضل عن الهدى
لعمري إذا رمت الهدى بعد حيرة ... فمدحك مولى في البرية أوحدا
هو المنهل العذب الذي فاض فيضه ... وقد ملأ الآفاق مجداً وسؤددا
عليّ المفدى كامل الفضل والحجا ... وحيد العلا بالمكرمات تعوّدا
وله أيضاً
حاز الجمال بطلعة وسناء ... وسبى الأنام بمقلة وسناء
قمر يميس من الدلال تصلفا ... كتمايل النشوان بالصهباء
إن لاح قلنا يا شموس تبرقعي ... خجلاً كما بدر السما بحياء
وإذا تبسم ضاء نور ثاقب ... لمن اهتدى كالبرق في الظلماء
جمع المحاسن خدّه وبثغره ... كنز يضئ بجوهر لألاء
زاهي الجمال مفتر الأجفان في ... سحر بدا أمر على الأمراء
نطقت حروف الشكل أن لحاظها ... تركت ببابل أعظم الأهواء
في وجهه نور وداخل مهجتي ... نار يؤججها الهوى بحشائي
فكأنما عيني التي قد أوجبت ... تأثيرها في الوجنة الحمراء