وجنت على قلبي بلمحة ناظر ... فقصاصها ترعى نجوم سماء
أكرم بجيد حشوه جود يرى ... والصدر بيت العلم والانشاء
حاوي المكارم والمفاخر والعلا ... بحر طمى قدوة الفضلاء
المورد العذب الذي من فيضه ... بحران بحر ندى وبحر سخاء
قاض يعمّ بعدله كل الورى ... وبحكمه ترك العدا بشقاء
عمر المنازل عدله وكماله ... عمر المفدّى أفصح الفصحاء
نتج الزمان به وفاق بفضله ... وبجوده أربى على الأنواء
هو مرجع يزجي إليه وحقه ... هو مقصد الفضلاء والكرماء
وله أيضاً
قلبي لصدّك صابر وحمول ... هيهات أني عن هواك أحول
يا من شغفت به فعذب مهجتي ... رفقاً فجفني بالسهاد كحيل
مالي سوى روحي وإن ترضى بها ... يا حبذاك وإن ذا لقليل
عيناك قد رمتا بقلبي أسهماً ... فلذا جفوني بالدماء تسيل
يا قاتلي ظلماً بلين قوامه ... عوفيت إن يك عن دمي مسؤل
أنت الطبيب لمن به حل الشقا ... وشفاء قلبي ريقك المعسول
قد كنت تأتي كل يوم زائراً ... واليوم حتى بالسلام بخيل
قل لي فما ذنبي وما ذاك الذي ... قد كان مني فالمحب حمول
أو أن أكن أخطأت جهلاً إنني ... أنا تائب والعفو منك جميل
بالله يا ريح الصبا فاحمل له ... مني الرسالة والحديث طويل
وأخبره أن الروح من هجرانه ... ذابت عليه ووصله المأمول
سقياً لأيام الوصال فإنها ... رقت كما رقت صبا وقبول
قد كان لي فيها رقيبي شافعاً ... وكذا العذول إلى الحبيب رسول
طابت كما قد طاب مدح الماجد ال ... مولى الممجد من نداه سجيل
وقال
أدر المدامة يا مليك الأنفس ... ممزوجة في ثغرك المتلعس
صهباء بحلي في الكؤس كأنها ... خود بدت في أحمر من أطلس
راح حكت في اللون خدّ مديرها ... بصفائها وشعاعها في الأكؤس
بكر إذا باكرتها لك أولدت ... سر السرور مع النديم الأكيس
في روضة تزهو بحسن أزاهر ... من سوسن وقرنفل مع نرجس