والورد باد في الغصون كأنه ... سلطان حسن جالس في مغرس
والطير والشادي على صوتيهما ... قم يا نديم أدر كؤس المجلس
ساق كأن الله أودع حسنه ... وجماله سرّ الجمال الأقدس
يسبي الغزالة في السماء وفي الفلا ... بجماله وبطرفه المتنعس
وإذا مشى يختال من صلف به ... أزري ببانات الغصون الميس
وإذا رنا تيهاً بطرف فاتر ... قالت أسود الغيل هذا مقوسي
رشقت لواحظه بقلبي أسهما ... أبدينها بحواجب هي كالقسي
بدر إذا ما ماس في داج تخل ... شمس الظهيرة أشرقت في الحندس
يفترّ عن درّ فتحسب في الحمى ... برقاً تألق في نهار مشمس
رشأ حوى رتب الجمال كما حوى ... رتب الكمال وكل فضل أقعس
بحر الندى نجم الهدى من قد سما ... عمر المفدّى بالدنا والأنفس
مولى كساه الله جل جلاله ... ثوب المهابة وهي أشرف ملبس
وقال أيضاً
قلب إلى لقيا الأحبة شيق ... ومدامع طول المدى تترقرق
ونواظر ترعى النجوم فليتها ... تغفو عسى منهم خيال يطرق
وإذا سمعت بذكرهم بين الورى ... فيصير قلبي من جواه يخفق
فأموت من وجدي وأذكر ما مضى ... وأذوب من حرقي ونفسي تزهق
ولقد بكيت على التلاقي ساعة ... حتى لكدت بماء جفني أشرق
وبمهجتي رشا يميس رشاقة ... كل الغصون إذا تبدّى تطرق
جدلان ساجي الطرف مهضوم الحشا ... حلو الشمائل طرفه متملق
فالبدر من لآلاء طلعته بدا ... وجبينه منه الغزالة تشرق
إن لاح طرفي شاخص لجماله ... أوصال قلبي من سطاه ممزق
ما ضرّ لو منع التجافي والقلى ... وبوصله قد جاد وهو الأليق
وعلام يمطل بالوصال أما يرى ... قلبي له متشوّف متشوّق
فإليك عني يا عذول فإنني ... من جور أحكام الهوى لا أفرق
أو ما ترى الروض البهيّ كأنه ... نشر على وجه الرياض ورونق
والشهب تزهو بالضياء لأنه ... قد لاح نجم محمد يتألق
الفاضل الحبر الهمام ومن له ... فضل على أهل الفضائل يفرق
وله من قصيدة