للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بالهم يبغون غماً للذي ... بندى يديه تخصب الأرجاء

يكفي الحسود بأن سحنة وجهه ... بين الخلائق غمة سوداء

هل يستوي صبح وليل أليل ... والدرّ ليس كمثله الحصباء

يا أكمل الرؤساء لا مستثنياً ... أحداً إذا ما عدّت الرؤساء

يكفيك يا عين الأماجد والعلا ... حمد ومدح رفعة وعلاء

قد أجمع العقلاء إنك أوحد ... وسواك يا روح العلا غوغاء

لا رأى يلفي مثل رأيك صحة ... منه استضاءت في الورى آراء

ما كل من ولي المناصب ماجد ... كلا ولا كل الشموس ذكاء

ضاقت صدور بني المراتب بالذي ... قد أودعوه وصدرك الدهناء

أنت الصباح لنا وغيرك عندنا ... ليل وغرّة وجهك اللألاء

ولأنت في سعد السعود لدى المدى ... والضدّ في وادي العنا عوّاء

غلبت طباعك كل طبع مائل ... وتباعدت عن عرضك الأسواء

في الله لم تأخذك لومة لائم ... كلا ولا مالت بك الأهواء

لك نعمة عند الورى خضراء ... ويد لعفة كفها بيضاء

سدت الأنام بها بغير مشارك ... والناس فيما دونها شركاء

بل سدتهم من كل وجه لا كمن ... قد سوّدته بيننا الصفراء

قد أطبق الأجماع أنك وجهة ... قد قلدتها السادة الحنفاء

شهدت لك الأعدا بفضل زائد ... والفضل ما شهدت به الأعداء

وإليك يا بحر النوال عروسة ... عذراء زفت بالثنا وطفاء

وفدت تقنع رأسها بردائها ... خجلاً ويعلو وجهها استحياء

وقفت بباب الفتح إن يك منعماً ... بقبولها زادت لها النعماء

إن أبطأت عن لثم كفك لا تقل ... يكفي الذي قد خلف الابطاء

وأقبل لنائية الديار مسامحاً ... فأخو النباهة دأبه الأغضاء

لا زلت في مجد وسعد دائماً ... ما نقطت وجه الربا الأنواء

ومن نثره لما هتف بريد السعد وأعلن بشير الجد والمجد وتزايد وافر الشوق والوجد وسرت إذ سرت مسرة الفتح المبين ماست عروس الشام في حلل الجمال وقبلها البهاء من الجبهة إلى الخلخال وعلت روضة النيرين على النيرين بأفق الكمال وتناهت وتباهت بذروة العزة والتمكين وقامت خطباء الطير على منابر الغصون وهتفت سواجع الورق فحركت

<<  <  ج: ص:  >  >>