ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا ... فقد غلب المحزون أن يتجلدا بكيت الصبا جهدي فمن شاء لامني ... ومن شاء آسى في البكاء وأسعدا وإني وإن فندت في طلب الغنى ... لأعلم أني لست في الحب أوحدا إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ... فكن حجرًا من يابس الصخر جلمدا فما العيش إلا ما تلذ وتشتهي ... وإن لام فيه ذو الشنان وفندا ومكث يزيد جمعة لا يريد حبابة، ولا يدعو بها؛ فلما كان يوم الجمعة، قالت لبعض جواريها: إذا خرج أمير المؤمنين إلى الصلاة فأعلمين؛ فلما أراد الخروج أعلمتها، فتلقته والعود في يدها، فغنت البيت الأول، فغطى وجهه، وقال: مه لا تفعلي، ثم غنت: فما العيش إلا ما تلذ وتشتهي: فعدل إليها، وقال: صدقت والله، فقبح الله من لامني فيك، يا غلام مر مسلمة أن يصلي بالناس، وأقام معها يشرب وتغنيه، وعاود ما كان فيه، ثم قال لها: من يقول هذا الشعر؟ قالت: الأحوص؛ فأحضره ثم أنشده قصيدة مدحه فيها، فقال له: ارفع حوائجك، فكتب إليه في نحو أربعين ألف درهم من دين وغيره، فأمر له بها، انظر أيضًا تاريخ الطبري ٨: ١٧٩، ومروج الذهب ج٢: ص١٧٥، ومما ذكره المسعودي: أن حبابة اعتلت فأقام يزيد أيامًا لا يظهر للناس، ثم ماتت، فأقام أياما لا يدفنها حتى جيفت فقيل له: إن الناس يتحدثون بجزعك وإن الخلافة تجل عن ذلك، فدفنها وأقام على قبرها، فقال: فإن تسل عنك النفس أو تدع الهوى ... فباليأس تسلو النفس لا بالتجلد ثم أقام بعدها أيامًا قلائل ومات