للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استحقت الكمال، ولا شكر مع الإهمال، ولا ربح ما إضاعة رأس المال، وذلك أحرى بإقامة الفرض، وأدعى إلى مساعدة البعضِ البعضَ.

والطهارة التي هي في تحصيلها سبب مُوَصِّل، وشرط لمشروطه محصِّل، فاستوفوها، والأعضاء نظَّفوها، ومياهها بغير أوصافها الحميدة فلا تصفوها، والحُجُول والغُرَر١ فأطيلوها، والنيَّات في كل ذلك فلا تُهْمِلوها، فالبناء بأساسه، والسيف بمراسه، واعلموا أن هذه الوظيفة من صلاة وطهور، وذكر مجهور وغير مجهور، تستغرق الأوقات، وتنازع شتَّى الخواطر المفترقات، فلا يضبطها إلا من ضبط نفسه بعقال، واستعاض صَدَأَه بِصِقَال٢، وإن تراخى قَهْقَر٣ الباعُ، وسرقته الطباعُ، وكان لما سواها أضيع. فشمل الضَّياع، والزكاة أختها الحبيبة. ولِدَتُها القريبة. مفتاح السعادة بالعرض الزائل. وشكران المسئول على الضِّدِّ من درجة السائل. وحق الله تعالى في مال من أغناه. لمن أجهده في المعاش وعناه٤ من غير استحقاق مَلْء يده وإخلاء يد أخيه. ولا عِلَّةَ إلا القَدَر الذي يخفيه. وما لم يَنْلَه حظ الله تعالى فلا خير فيه، فاسمحوا بتفريقها للحاضر لإخراجها. في اختيار عرضها ونتاجها. واستحيوا من الله تعالى أن تبخلوا عليه ببعض ما بَذَل. وخالفوا الشيطان كلما عَذَل. واذكروا خروجكم إلى الوجود لا تملكون، ولا تدرون أين تسلكون. فوهب وأقدر. وأورد بفضله


١ الحجول: جمع حجل بالكسر والفتح وهو الخلخال، والمراد بها هنا الأطراف، وبإطالتها استيعاب غسلها، والغرر جمع غرة بالضم وهي الوجه، والمراد بتطويلها في الوضوء: غسل مقدم الرأس مع الوجه، وغسل صفحة العنق، وجملة المعنى: أنه يأمر بإسباغ الوضوء، وفي الحديث الشريف: "أمتي الغُرُّ المُحَجَّلُون" والغر جمع الأغر من الغرة، وهي بياض في جبهة الفرس فوق الدرهم، يقال: فرس أغر وغراء، والمحجل: الفرس الذي يرتفع البياض في قوائمه في موضع القيد، أي بيض مواضع الوضوء من الوجه والأيدي والأقدام، واستعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه.
٢ صواب العبارة: "واستعاض بصدئه صقالا" يقال استبدل الشيء بغيره: إذا أخذه مكانه "ومنه ترى أن الباء داخلة على المتروك"، واعتاضه منه واستعاضه "والباء كمن".
٣ قهقر وتقهقر: رجع القهقري.
٤ أتعبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>