٢ كان من بين المهاجرين من المسلمين إلى الحبشة عتبة بن غزوان، وهو من بني نوفل بن عبد مناف، وعتبة بن مسعود "وهو أخو عبد الله بن مسعود" من هذيل من حلفائهم، وأظنه يعني عتبة بن غزوان، وقوله: ولو كان كالذهب الأحمر: أي في صعوبة الوصول إليه. ٣ المشفر للبعير: كالشفة للإنسان، وقد يستعمل في الناس. ٤ وذلك أن عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعد أن عزل سعد بن أبي وقاص من إمارة الكوفة، ولى عليها الوليد بن عقبة –وهو أخوه لأمه- ورووا أنه شرب الخمر بالكوفة وسكر حتى دخل عليه، وأخذ خاتمه من أصبعه وهو لا يعلم، وأنه تكلم في الصلاة، والتفت إلى من يقتدون به فيها وهو سكران، وقال لهم: أزيدكم؟ قالوا: لا قد قضينا صلواتنا، وشهد الشهود عليه بذلك عند عثمان في وجهه، فأدخله بيتًا، وأراد أن يحده، فجعل إذا بعث إليه رجلا من قريش ليضربه ناشده الوليد ألا يقطع رحمه، فلما رأى عليٌّ ذلك أخذ السوط ودخل عليه فجلده به. ٥ القتل صبرا: أن يحبس الرجل ويرمى حتى يموت، وكان عقبة بن أبي معيط شديد الإيذاء لرسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عظيم الاستهزاء به، صنع مرة وليمة ودعا إليها كبراء قريش، وفيهم رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال عليه الصلاة والسلام: والله لا آكل من طعامك حتى تؤمن بالله، فتشهد، فبلغ ذلك أبي بن خلف الجمحي، وكان صديقًا له، فقال: ما شيء بلغني عنك؟ قال: لا شيء دخل منزلي رجل شريف، فأبى أن يأكل طعامي حتى أشهد له، فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يطعم، فشهدت له، قال أُبي: وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمدًا فلم تطأ عنقه، وتبزق في وجهه، وتلطم عينه، فلما رأى عقبة رسول الله =