وأما الأصالة: فهي وضدها لغتان فاشيتان من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، مكتوبتان في المصاحف، متواترتان.
وهل يقول أحد في لغة أجمع الصحابة والمسلمون على كتابتها في المصاحف: إنها من قبيل الأداء؟
قال الهذلي في كامله: الإمالة والتفخيم لغتان، ليست أحدهما أقدم من الأخرى، بل نزل القرآن بهما جميعا .. إلى أن قال: / وبالجملة، فمن قال إن الله- تعالى- لم ينزل القرآن بالإمالة أخطأ، وأعظم الفرية على الله، وظن بالصحابة خلاف ما هم عليه من الورع والتقى. انتهى.
وهو يشير إلى كونهم كتبوا الإمالة في المصاحف- نحو:{يحي}[آل عمران: ٣٩]، و {عيسى}
[البقرة: ١٢٠]، و {سعى}[البقرة: ١١٤]، و {يغشى}[آل عمران: ١٥٤]، و {يغشها}[الشمس: ٤]، و {سواها}[الشمس: ٧]، و {جلها}[الشمس: ٣]، و {ءاتكم}[المائدة: ٢٠] بالياء- على لغة الإمالة، وكتبوا مواضع تشبه هذه على لغة الفتح، منها قوله- تعالى- في سورة [إبراهيم]: {ومن عصانى}[إبارهيم: ٣٦] بالألف.
وفي "الكامل" للهذلي، أيضا: وروى صفوان بن عسال أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: {ييحي خذ الكتاب بقوة}[مريم: ١٢] فقيل: يا رسول الله، تميل، وليس هي لغة قريش؟ قال:"هي لغة الأحوال- يعني بني سعد"