مخرج هذين الحرفين يتحول من مخرجه في هذه الحالة عن مخرجهما الأصلي، على القول الصحيح، كما يتحول مخرج حرفي المد الياء والواو من مخرجهما إلى الجوف على الصواب. قال أبو حيان في "شرح التسهيل": قول سيبويه: ومن الخياشيم مخرج النون الخفيفة، [يريد النون المخفاة التي لم تبق منها إلا الغنة، فكأنه قال: مخرج الغنة. وإلا فالنون الخفيفة] في نحو: "يضربن"[النور: ٣١] مخرجها من مخرج المتحركة.
وقول مكي: الغنة نون ساكنة. أي: تابعة للنون الساكنة، قال: وهي حرف شديد، فقال الجعبري: جعلها إياها حرفا غير [سديد]، وإن أراد أنها ذات محل مغاير فلا يلزم منه حرفيتها، قال: والغنة - صفة النون ولو تنوينا - والميم تحركتا أو سكنتا، ظاهرتين أو مخففتين، أو مدغمتين، لا تختفي بمخرج، بل كل راجع إلى مخرجه، قال: وهذا معنى قول الداني، وأما الميم والنون فيتجافي بهما اللسان إلى موضع الغنة من غير قيد، وبرهانه في سد الأنف، وهي في الساكن أكمل من المتحرك، وفي المخفي أزيد من المظهر، وفي المدغم أوفي من المخفي. انتهى.