وزاد في "المنة في تحقيق الغنة": وذلك محسوس في الأحوال الأربعة: الإخفاء، والإدغام، والحركة، والسكون، ولا ينازع في هذه إلا مكابر في الحسيات، وعلى هذا فالغنة من الصفات، فاللائق ذكرها فيها، ويذكر عوضها مخرج النون المخفاة، كما قال مكي: النون الخفيفة مخرجها من الخيشوم، وهو فوق غار الحلق الأعلى، ومراده- كما تقدم - المخفاة، وتجوز عنه بالخفيفة. انتهى.
لكن قول الجعبري: أن الغنة صفة للثلاثة، ولا تختص بمخرج، بل كل راجع إلى مخرجه. تعقب: بأن الحس يشهد بخلافه في الحركة والسكون؛ لأنك إذا نطقت بحرف منها لزم مخرجه، متحركا كان أو ساكنا، بخلاف المخفي والمدغم، فإنهما يتحولان مع ذلك إلى الخيشوم، وهو المختار عند الحذاق من أهل الأداء والنقلة.
ووقع للحكري في النجوم/ الزاهرة أن ذكر في الشفتين ثلاثة مخارج، ثانيها: الواو بلا انطباق، ثالثها: باء فميم من بينهما بانطباق [ففرق] بالانطباق والانفتاح، وأسقط مخرج الغنة [من المخارج، وذكرها في الصفات]