الكلام في قوالب التقفية وتحليتها بمناسبات المقاطع أكيد جدا، ومنهم-وهو الوسط- من يرى أن السجع- وإن كان زينة الكلام- فقد يدعو إلى التكلف، فرأى أن لا يستعمل في جملة الكلام، وأن لا يخل الكلام منه جملة، وأنه يقبل منه ما اجتلبه الخاطر عفوا بلا تكلف، قال وكيف يعاب السجع على الإطلاق، وإنما نزل القرآن على أساليب الفصيح] من [كلام العرب، فوردت الفواصل فيه بإزاء ورود الأسجاع في كلامهم، وإنما لم يجئ على أسلوب واحد لأنه لا يحسن في الكلام جميعا أن يكون مستمرا على نمط واحد لما فيه من التكلف، ولما في الطبع من ملل، ولأن الافتنان في ضروب الفصاحة أعلى من الاستمرار على ضرب واحد، فلهذا وردت بعض آي القرآن متماثلة المقاطع، وبعضها غير متماثلة.